في حوار رمضاني .للكفاح نيوز – د خضر اللحياني – رمضان في مكة لا مثيل له.
ابحر الا علامي والشاعر الدكتور خضر بن كامل اللحياني في سرد ذكرباته الرمضانية في مكة المكرمة قبل اكثر من اربعة عقود من الزمن وقال في حواره مع الصفحة لقد اعتدت الا فطار في اول يوم رمضاني مع والدي ووالدتي واخوتي واسرتي رغم زواجي المبكر والخروج في بيت مستقل حيث كنا نجتمع على سفرة افطار واحدة في امسية رمضانية جميلة تسودها المحبة والوئام واستمريت على ذلك حتى وفاة والدي رحمه الله قبل ٣٠ عاما وبعد ذلك اصبحت افطر في بيت والدتي الغالية رحمها الله قبل اربعة اعوام ثم اعتدت تنا ول طعام الافطار مع عائلتي الصغيرة زوجتي وابنائي ولكن لا زلنا انا واخوتي نقوم بترتيب دورية افطار رمصاني فيما بيننا نحن الا خوان والا خوات بحيث كل ليلة نجتمع على الا فطار في ضيافة احدنا حفاظا على عمق الترابط الاسري وما عودنا عليه والدينا رحمهم الله٠ وحول بدايته في الصيام قال اللحياني بداته مبكرا في السن السادسة من عمري بدعم وتشجيع من والديه وكان صيامي بالتدرج من ربع يوم الى نصف الى يوم كامل وانا في سن الثامنة من عمري٠ واضاف اللحياني قائلا ان رمضان في الماضي يختلف عن رمضان الحاضر بمذاقه الخاص من حيث الطقوس الاجتماعية من حيث كثرت الاجتماعات العائلية والزيارات المتبادلة وحرص الكبار على التقرب الى الله بالطاعات من بر واحسان وتلاوة القران الكريم واداء الصلوات عكس ما نجده في مجتمع اليوم في ليالي رمضان من سهرات ولهو والمكوث على تقليب الجوالات وتصفح النت اكثر من مجالسة القران والانشغال بالتلاوات.
وقال انه لم يجرب الصيام خارج المملكة لحرصة على الصيام فيها لما له من ميزة كبيرة وروحانية بديعة لا سيما في مكة المكرمة والمسجد الحرام ٠ وعن برنامجه الرمصاني خلال هذا الشهر الفضيل قال احرص على التفرغ للعبادة من تلاوة للقران الكريم واداء الصلوات والعمرة وزيارة الاقارب والا صدقاء خاصة وانني كنت مذيعا تلفزيونيا وكنت طوال الشهر الكريم مشغولا بإعداد وتقديم البرامج المكلف بها في التلفزيون ولذا احاول اليوم بعد توقفي عن تقديم هذه البرامج ان اعوض ذلك بتفرعي للعبادة خلال ايام وليال هذا الشهر الكريم٠ ولان نتركك عزيزي القاري مع تفاصيل حوارنا مع الدكتور اللحياني.
*تظل ذكريات رمضان عالقة في الاذهان هل ثمة ذكريات ما زالت تعاودكم كل ما هل الشهر الفضيل ؟
* *تهنئة الوالد والوالدة رحمهم الله بالشهر الفضيل في أول ليلة من ليالي رمضان والإفطار معهم على سفرت رمضان هي أهم الذكريات التي افتقدتها في حياتي والحمد لله على كل حال.
* اين اعتدت أن تفطر في أول يوم في رمضان ؟
**منذ وفاة والدي قبل اكثر من 30 عام وأنا معتاد في كل عام الإفطار مع والدتي أنا وإخواني وأخواتي جميعا على سفرة تجمع العائلة ويسودها الحب والوئام ، حتى وفاة والدتي الغالية قبل أربعة أعوام فأصبحت أتناول الإفطار مع عائلتي الصغيرة زوجتي وأبنائي ، ولكن لازلنا أنا وإخواني وأخواتي خلال الشهر الكريم نقوم بترتيب دورية بيننا نحن الإخوان والأخوات بحيث في كل ليلة نجتمع على الإفطار في ضيافة أحد الإخوان أو الأخوات ، حفاظا على الرباط الأسري وعلي ما تعودنا عليه من والدينا رحمهم الله.
*هل يمكن التعرف على أول عام قررتم فيه الصوم وكم كان عمركم؟
** أنا بدأت الصيام منذ سن صغيرة ، وتقريباً عند حدود السنة السادسة من عمري عندما كان والدي ووالدتي يشجعونني على الصيام ولو نصف يوم ، وكنت حينها أصوم ربع يوم وأحيانا نصف يوم وهكذا في كل عام شيئا فشيئا أصوم ساعات أكثر من اليوم حتى صمت اليوم كامل وأنا في سن الثامنة أو التاسعة من عمري على ما اتذكر.
*حدثنا عن الفرق بين رمضان قديماً وفي الوقت الراهن ؟
** لا يختلف اثنان على أن رمضان قديماً له مذاقه الخاص من حيث الطقوس الإجتماعية والنسك التعبدية ، حيث نجد الاجتماعات العائلية والزيارات الاجتماعية وحرص الصغار قبل الكبار على التقرب إلى الله بالطاعات من الإحسان والصدقات وتلاوة القرآن وأداء الصلوات ، على عكس ما نجد من بعض جيل اليوم الذين يقضون أوقات وساعات طوال مع الجوالات أكثر من مجالسة القرآن والاشتغال بالتلاوات.
*اجتماع أفراد الأسرة حول سفرة واحدة في رمضان ماذا يعني لكم ؟
** يعني لنا العبادة وصلة الرحم والتآخي والترابط الأسري والحب الذي يغمر الجميع.
*هل سبق وأن صمت خارج المملكة
** أبداً لم يسبق لي الصيام خارج المملكة ولله الحمد.
*ما الفرق بين الصيام داخل المملكة وخارجها
** لم اجرب الصيام خارج المملكة ولكني أعتقد أن الصيام داخل المملكة ليس له مثيل في باقي دول العالم و أقصد غير الدول الإسلامية حيث نستأنس في بلادنا وباقي الدول الإسلامية في ليالي رمضان بأصوات المآذن وهي تصدح بالتلاوات من القرآن في كافة الصلوات وفي صلاة التراويح والتهجد ، ونلحظ في الحواري والشوارع بسطات الطعام التي تبيع كل انواع الأطعمة الشعبية وغير ذلك من الطقوس الدينية والاجتماعية التفرغ للعبادة.
*حدثنا عن البرامج التي اعتدت عليها خلال أيام هذا الشهر الفضيل ؟
** اعتدت في السنوات الماضية إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية الهادفة والمفيدة للمشاهد ، مع الحرص على تكثيف العبادات والتقرب إلى الله بالطاعات، وفي السنوات الاخيرة بعد توقفي عن تقديم البرامج اصبح من أهم ما احرص عليه في هذا الشهر الفضيل في كل عام التفرغ للعبادات قدر المستطاع من تلاوة القرآن وأداء العمرة وتكثيف الزيارات للأقارب والأرحام والأصدقاء.
*هل هناك وجبة معينة تحرص على تناولها خلال إفطار رمضان ؟
** أهم الأطعمة التي احرص عليها وعلى تواجدها في السفرة هي الشوربة والسمبوسك وشراب التوت وأحيانا السوبيا.
*رفاق الطفولة والصبا والدراسة هل تنتهز فرصة رمضان للقاهم ؟
** وسائل التواصل الاجتماعي وقروبات الواتساب ولله الحمد قرّبت الناس بعضهم ببعض فهناك قروب لأصدقاء الطفولة وقروب لأهل الحارة وغير ذلك من القروبات التي تجمعنا طوال العام لكننا نحرص نحن أصدقاء الطفولة بأن نجتمع ولو ليلة واحدة في رمضان نتناول فيها الإفطار مع بعضنا البعض.
*في الماضي كان الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية والحلويات هل ما زالت هذه العادة موجودة ام تلاشت في إيقاع الزمن ؟
** بالنسبة لأهل بيتي لازالوا يتمسكون بهذه العادة الجميلة ، فأم اولادي الله يعطيها الصحة والعافية تحرص دائما طوال العام وفي شهر رمضان بشكل اكبر أن تهدي جيرانها من الأطباق التي تعدها للإفطار فأصبحت عادة وعبادة مستحبة بينها وبين جيرانها ولله الحمد.
*كيف كانت الاستعدادات لرمضان قديما ؟
** بلا شك معظم البيوت تستعد في شهر رمضان بإعداد الزينة التي توحي بالترحيب بالشهر الكريم تشجيعاً للأطفال واشعارهم بحبنا لهذا الشهر وتعظيمنا لهذه الشعيرة وغرس ذلك في نفوسهم إضافة إلى تشجيعهم على تسابقهم في ختم القرآن في هذا الشهر الفضيل و أداء صلاة التراويح والتهجد اضافة إلى إعداد الأطعمة الخاصة بشهر رمضان والتسوق لتأمين مقاديرها.
*وسائل التواصل الاجتماعي هل ترى انها ألغت التواصل بين الأهل والجيران ؟
** وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ما افادت وقرّبت بين الناس الا أنها في ذات الوقت اعتبرها البعض وسيلة كافية للتواصل تغني عن الزيارة والإجتماع والحميمية بين الأسرة الواحدة.
*هل تمارس اي نوع من الرياضة في ليالي رمضان ؟
**نعم امارس رياضة المشي أحيانا.
*هل تشاهد المسلسلات والبرامج الرمضانية؟
** لا أحبذ ذلك ، وإن كنت أرغب المشاهدة فأنا ابحث عن البرامج المفيدة والهادفة مثل البرامج الدينية لمشايخنا الأفاضل.
*حدثنا عن الأكلات الرمضانية التي تعيدك إلى ذاكرة الماضي في رمضان؟
** اذا قلنا ان الشوربة والسمبوسك من أهم ما يميز السفرة الرمضانية فهي لازالت معنا في كل عام ، ولكن بلا شك هناك أكلات افتقدها وخاصة التي تعدها الوالدة رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته.
*ما الذي تفتقده من تفاصيل رمضان الأمس؟
** نفتقد الحارة و البساطة والطفولة البريئة واللعب مع الأقران ببعض الفعاليات التي نقوم بها كالألعاب الشعبية مثل المرجيحة والبربر والبرجون وغيرها.