
في حوار رمضاني لـ الكفاح نيوز – الدكتور حسن الاهدل – تقدم السن احرمني من صلاة التراويح في الحرم.
اكد الدكتور حسن الاهدل مدير عام الادارة العامة للصحافة والا علام برابطة العالم الا سلامي بمكة المكرمة سابقا ان هناك ذكريات عديدة قد يما لا تزال تختزن في الذاكرة مع حلول هذا السهر الكريم ومنها اجتماع الا سرة على سفرة الا فطار بكل افرادها ولا يستطيع اي احد ان يتخلف عن ذلك لا اي سبب من الا اسباب لما لا اوامر الوالد والوالدة من احترام شديد اضافة الى ان اي فرد من افراد الاسرة لا بد ان يقوم بواجبه سواء قبل الا فطار او بعدة في داخل المطبخ او خارجة او بإحضار الا كلات المعهودة من السوق كالفول والتميس نظرا لان الخادمة ليس لها وجود في ذلك الزمن وعلى الجميع مساعدة ربت البيت في اعداد وجبة الا فطار.
وقال الدكتور الاهدل انه افتقد لا داء صلاة التراويح في المسجد الحرام التي اعتاد عليها طوال مرحلة الشباب ولم يتركها الا مجبرا بعد تقدمه في السن حيث اصبح يكتفي بأدائها في مسجد الحارة٠كما قال انه يفتقد الان للتقارب بين الا سرة حيث كانوا يحرصون على وجودهم حول والديهم طوال ايام وليالي الشهر الكريم.
وقال الدكتور حسن ان الاستعدادات لشهر رمضان قديما تبدا مبكره في منتصف او في العشرين من شهر شعبان حيث تتمثل الشوارع والحارات بأنماط خاصة تشعرك بقدوم هذا الشهر الكربم مثل انتشار الزينة وهذه ربما لا زالت في بعض الا حياء القديمة ولكن طغت عليها الدعاية لا طعمة خاصة برمصان وقال حسن ان وسائل التواصل الحديثة في التهاني والتبريكات اثرت على التواصل وجها لوجه الذي كان في السابق وهذا امر صحيح وهو ليس خاص برمضان فقط ولكن في كل المنا سبات فيكتفي اقرب الاقرباء كالابن بالا تصال بوالده او والدته هاتفيا لتهنئتهم رغم قرب منزله منهم او برسالة واتساب بدلا من الحضور وتقبيل ايديهما ورؤسهما وكذلك يفعل في تهنئية الا صحاب او الزواجات والتعزية – والان الى تفاصيل حديثنا مع الدكتور حسن الا هدل.
* تظل ذكريات رمضان عالقة في الاذهان هل ثمة ذكريات ما زالت تعاودكم كل ما هل الشهر الفضيل.
**رمضان شهر فضيل ينتظره ملايين المسلمين في شتى اقطار العالم لما فيه من روحانية مميزة وتقرب الى الله عز وجل بالطاعات وطلب المغفرة من الذنوب التي ترتكب طوال العام ولكل شخص منا ذكريات تتعلق بالطفولة او مرحلة الشباب اما في مرحلة الطفولة واتذكر كيف كنا انا واخوتي نتحلق حول التلفاز في بداية ظهوره بعد الافطار لمشاهدة البرامج المسلية وحديث الشيخ علي الطنطاوي وفوازير رمضان وبعد العشاء المسلسلات الرمضانية خاصة التي تتحدث عن العهود القديمة وكان الوالد يرحمه الله يحرص على أن نصلي معه التراويح في المسجد الذي كان اماما فيه في الحي الذي نسكن فيه وبعدها قد يسمح لنا بمشاهدة مباريات كرة الطائرة التي كانت تنتشر في الحارات في ذلك الوقت.
* اين اعتدت أن تفطر في أول يوم في رمضان.
**احرص على الافطار في المنزل وارتاح لذلك وأحيانا افطر عند الوالد والوالدة في حياتهما يرحمها الله ويستثنى من ذلك عندما كنت اعمل في رابطة العالم الإسلامي سواء عندنا كنت مديرا لمكتب الرابطة في بريطانيا او مكلفا في مهمة رسمية ولا احبذ الافطار خارج المنزل الا في المناسبات المهمة التي لا يمكن الاعتذار منها.
*هل يمكن التعرف على أول عام قررتم فيه الصوم وكم كان عمركم.
**نشأت في أسرة متدينة فقد كان الوالد إماما للمسجد في الحي الذي نسكن فيه واتذكر اني بدأت الصيام وكان عمري سبعة سنوات وكان الوالد يرحمه الله يعودني انا واخوتي على الصيام في سن مبكرة ويحرص على متابعة ذلك.
*حدثنا عن الفرق بين رمضان قديما وفي الوقت الراهن.
**الجميل في الماضي ان الأسرة كانت تجتمع على مائدة الافطار بكل عناصرها ولا يستطيع أي فرد التأخر عن الحضور لأي سبب لما للوالد والوالدة من هيبة واحترام بل تجد كل فرد منهم يقوم بواجبه سواء قبل الافطار او بعده سواء داخل المطبخ او خارجه او بإحضار الاكلات المعهودة من السوق في ذلك الوقت كالفول والخميس وغيره اما الان وبعد الاعتماد على السائق والخادمة لا ترى لهم وجود الا على المائدة الا بعد الانتهاء من إعدادها من قبل ربة المنزل هذا من ناحية ومن ناحية الاخرى كان التواصل بين الناس اقوى في السابق والتعاون والألفة امتن بين أفراد الأسرة بعضهم البعض وكذلك الجيران كل لهم نصيب من هذا التواصل فنجد الجارة تفتكر جارتها بطبق طبخته او حلا او كم حبة سنبوسك وهي كذلك تفعل نفس الشيء اما الان كل في داره لا يعلم أن كان جاره لديه إفطار ام لا.
*اجتماع أفراد الأسرة حول سفرة واحدة في رمضان ماذا يعني لكم.
**للأسف مع التطور العمراني والتباعد بين افراد الاسرة والاستقلالية وما نتج عنه من برود في المشاعر تجاه بقية افراد الاسرة يبقى رمضان مناسبة لاجتماع الأسرة وخاصة في الافطار فمع اول يوم في رمضان يحضر الاولاد والبنات سواء في مكة او جدة مع زوجاتهم وزوجاتهم والاحفاد لتناول الافطار معنا في بيتنا وهذا أمر يغفل عنها الكثير فهو يدخل السرور على قلوب الآباء والأمهات خاصة اذا بلغوا مرحلة من السن يحتاجون لمن يكون معهم في مثل هذه المناسبات يشاركهم أفراحهم.
*هل سبق وأن صمت خارج المملكة.
الصيام في داخل المملكة وخاصة في مكة المكرمة له مذاق وطعم مميز لما له من طقوس دينية رائعة فيكفي أن تتناول الافطار ثم تدرك صلاة التراويح في الحرم او المسجد ثم في العشر الأواخر صلاة التهجد وتلتقي بأصحابك وجيرانك في المسجد اما في الخارج بوجود جاليات مسلمة ومساجد كثيرة بنتها حكومة المملكة العربية السعودية جزاها الله خيرا من خلال رابطة العالم الإسلامي وغيرها او افراد وجماعات مسلمة وإقامة الشعائر كاملة الا أن روحانية المكان تطغى واتذكر كم كنت أنظر بأسى بالغ الى جموع المصلين الهائل في الحرم يصلون التراويح والتهجد متمنيا ان اكون معهم ولكن والحمد لله كنا على ثغرة ندعو الى الاسلام ونحافظ على ديننا بإقامة الشعائر كاملة.
*حدثنا عن البرامج التي اعتدت عليها خلال أيام هذا الشهر الفضيل.
**بعد تناول الافطار ارتاح قليلا واذا كان هناك برنامج يستحق المشاهدة اتابعه وقبل اذان العشاء اذهب الى المسجد واذا كانت هناك مباريات محلية أو دوريات عالمية اشاهدها عن طريق التلفاز او الانترنت او اتصفح الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ففيه كل ما تحتاج إليه من ترفيه ومعلومات ثم انه مع تقدم السن اختلف الميول وأصبحنا نشاهد مع يتناسب مع اعمارنا.
*هل هناك وجبة معينة تحرص على تناولها خلال إفطار رمضان.
**احب شوربة الحب ولو بشكل يومي واحب السنبوسك البيتي واحرص ان يكونا موجودين على السفرة بشكل يومي كنا في السابق نحرص على اكل الكبدة الجملي في المحلات التي تنتشر في ليالي شهر رمضان اما الان نشتريها طازجة ونعملها في البيت.
*رفاق الطفولة والصبا والدراسة هل تنتهز فرصة رمضان للقاهم.
**من حسن الحظ ان احد زملاء الدراسة في المرحلة الثانوية في مكة الثانوية جزاه الله خيرا بادر بتأسيس مجموعة للفصل الذي كنا ندرس فيه في الواتساب وبدأ الاتصال بهم حتى جمع مجموعة لا بأس بها وتم التواصل الشخصي في اكثر من مناسبة وكذلك الأمر بالنسبة لزملاء المرحلة المتوسطة في الرحمانية المتوسطة ونجتمع في كل شهر او شهرين عند احد الزملاء او في استراحة وهذا تم بعد قرابة خمسين سنة لم نلتقي بالبعض الا بعد هذه المدة وكانت فرصة لتذكر ايام الدراسة والاستمتاع بحلاوتها وفضلنا ان يبقى شهر رمضان شهر عبادة على ان يستمر التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
*في الماضي كان الجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية والحلويات هل ما زالت هذه العادة موجودة ام تلاشت في إيقاع الزمن.
**للأسف تضاءلت هذه العادة الجميلة وربما اختفت بسبب التباعد الاجتماعي والخصوصية المفرطة التي طغت على الناس وما صاحبها من حساسية من قبول الهدية.
*كيف كانت الاستعدادات لرمضان قديما.
**في السابق كنت تشعر بالاستعداد لرمضان قبلها بشهر وتمتلئ الشوارع والمحلات التجارية بأنماط خاصة من الزينة وهذه ما زالت موجودة الا انها طغت عليها الدعاية لا طعمة خاصة برمضان.
*وسائل التواصل الاجتماعي هل ترى انها ألغت التواصل بين الأهل والجيران.
**للأسف الى حد كبير هذا صحيح وهذا ليس خاص برمضان ولكن على مدار السنة فيكفي الابن او الابنة الاتصال بأمه او ابيه بالهاتف او برسالة واتساب بدلا من الحضور لمنزله شخصيا ونفس الشيء بين الاصحاب والاقارب قل الاجتماع الا في المناسبات كالزواج او العزاء وتمتلئ مجموعات التواصل الاجتماعي بالمعايدة اللفظية لمناسبة رمضان والعيدين حتى بدأنا نرى كروت دعوات الزواج ترسل عن طريق الواتساب وهذا ليس سيئا في مجمله على الاقل حافظ على التواصل ولكن لا يصل الى مرحلة التواصل الشخصي بين أفراد المجتمع وما له من خصوصية.
* هل تشاهد المسلسلات والبرامج الرمضانية.
**لا أشاهد مسلسلات رمضان واكتفي بمشاهدة ما أراه مناسبا في الانترنت من برامج مفيدة ومن مباريات احرص على مشاهدتها.
* حدثنا عن الأكلات الرمضانية التي تعيدك إلى ذاكرة الماضي في رمضان.
**لعل السنوي والشوربة والفول اشهر الاكلات التي استمرت الى الوقت الحاضر.
*ما لذي تفتقده من تفاصيل رمضان الأمس.
**اولا افتقد صلاة التراويح في الحرم فقد كنا حريصين في مرحلة الشباب على الذهاب يوميا الى الحرم بالسيارة او سيرا على الاقدام اما الان مع تقدم العمر فنكتفي بالصلاة في مسجد الحي ثانيا التقارب بين أفراد الاسرة والحرص منهم على وجودهم حول والديهم ومعهم طوال أيام شهر رمضان.