لم اتعود ان ابدأ مقالاتي بسؤال لكنني اليوم سوف ابدئها بسؤال يتردد في نفسي دائما بعد كل لقاء نلتقي فيه بمجموعة من الناس فنخرج منه بقصص غريبة وانطباعات جميلة تزيد حبنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا وتضيف رصيد الأصدقاء والعلاقات لدينا.
انها أرواح جميلة جذبتهم لنا طاقتنا الايجابية وتناغمت ارواحنا وشاهدوا الهالة التي كانت تحاوطنا كما كانوا يصفونها السؤال هو ما سر تناغم وتوافق وانجذاب تلك الأرواح البشرية؟
بمعني لماذا نلتقي بأناس لأول مره فيحدث تالف عجيب وانجذاب واضح بيننا وكأننا سبق والتقينا بهم منذ زمن؟ أتوقع ان تالف القلوب من المعجزات الألهية التي تحدث بين البشر كيف يقذف الله تعالي في قلوبنا المحبة.
بل كيف تتألف ارواحنا فجاه مع ارواحهم وفي وقت قصير؟ كيف يسخرهم الله في مسارنا ويكونون مشابهين لنا وكأننا التقينا بهم من زمن ؟بل وكأننا توائم متناسخة نملك نفس الهوايات والأفكار.
لعله قدر كتب من الازل من قبل ان نخلق أن تلتقي قلوبنا التي تحمل نفس النور وحولها نفس الهالة فتنسجم وتتوافق, كم نشعر بالسعادة حين نلتقي بقلوب نقية في طريق رحلتنا تحمل من الصفاء واللطف والصدق ما يجعلنا نستطيع قراءة دواخلهم انها الأرواح التي باطنها كظاهرها والتي من السهولة فهم انماطها فتطمئن قلوبنا للتعامل معهم ونجد ان.
كيمياء عجيبة تربط بيننا لا يفهمها غيرنا حوارنا معهم سلس وتوافقنا الفكري متطابق من خلال انسجام حوارنا و تشابه مصطلحاتنا وافكارنا أيدولوجياتنا ،ثقافتنا, وعينا ونضجنا. اهتماماتنا حتى حدودنا والقوانين التي وضعناها للتعامل مع الأخرين.
لكن على النقيض لابد من تقبل فكرة أن هناك فئة اخرى من البشر يزاحمون مسارنا يحاولون الاقتراب منا رغم انهم لا يشبهوننا وليسوا في نفس التوافق معنا لكننا بالنسبة لهم طاقة وهالة نور يريدون الاقتراب منه.
يجدون بنا شيء عجيب يتمنون نسختنا الجديدة تلك النسخة التي اجتهدنا وتألمنا وتعلمنا حتى ظهرت لكنهم لو رافقونا في رحلتنا قد لا يكملون الرحلة معنا لانهم مختلفون عنا فيخرجون من مسارنا او نخرجهم نحن من اول لقاء او من أول حوار.
التقائنا بهم يحمل لكلانا رسالة نتعلم منها أن وجودهم هو فترة مقدرة في حياتنا لنستقبل الرسائل التي ارسلت لنا عن طريقهم ونفهمها ونعمل عليها مما يقوي شخصيتنا لنصلح نواحي النقص والخلل داخلنا ليحدث التوازن في شخصية كلا منا.
قرأت مواخرا عن ما يسمى بقانون الانعكاس وهو متعلق بمجال الطاقة مفاده أن ما في الخارج هو انعكاس لما في الداخل ما يتكرر في حياتنا من خيبات او اشخاص TOXIC هم انعكاس لنا شعرت وقتها بالانزعاج وتسألت هل معنى ذلك أننا أشخاص سامين ؟ ولكن عندما تبحرت في البحث والقراءة عن علم طاقة الانعكاس بدأت تتضح لي الفكرة ان المقصود هوانه كلما كان داخلنا يحمل لغيرنا شعور غضب رفض أوكره فأن معنى ذلك هو عدم تقبل والذي اعنيه هنا بالتقبل هو تقبل وجودهم كخلق من خلق الله بما يحملون من صفات وإن لم تعجبنا.
إن الالية هنا تقبلهم والشعور بالحياد تجاههم اي تقبل دون السماح لهم بتوجيه الضرر لنا ولكي لا تظهر طاقة انعكاس مشاعرنا من كره او غضب فيتكرر ظهور نفس أنماط تلك الشخصيات في حياتنا باستمرار ,الحياد حفظ الطاقة دون مشاعر كره او غضب فأحرر طاقة الانعكاس. كذلك لا نصدر احكام على أي فعل لهم كي لا يظهر انعكاس طاقة حكمنا عليهم فيحدث لنا في زمن ما نفس الموقف ونتخذ نفس التصرف الذي اصدرنا عليه الحكم سابقا.
الانعكاس طاقة عجيبة كذلك من عجائب هذ الطاقة انه اذا كنا من الأشخاص الذين لديهم تطرف في امر ما على سبيل المثال لوكنا من المتطرفين في أمر ما فذلك يعني أننا غير متوازنين فمثلا لوكان لدينا تطرف العزلة والجلوس بالمنزل فطاقة الانعكاس ستجلب لنا النقيض فيظهر في حياتنا اشخاص متطرفين ومحبين للحياة الاجتماعية والعلاقات، هم ظهروا كي ليحدثوا توازن في طاقتنا واعتدال.
ولكي يحدث ذلك التوازن في حياتنا لا بد من الوعي والتعرف على الذات وفهم الداخل ولو سقطنا في اليوم مئة مرة لابد ان ننهض اننا نملك تغير حياتنا جذريا اذا غيرنا معتقداتنا و افكارنا فيتجلى لنا الاتساع والوفرة والسلام الداخلي والتشافي والحب وكل ما سبق لن يحصل عليه الا المغامرون الشجعان الذين يطبقون ما يتعلمون ولا يدققون في تفاصيله يجربون عدة مرات حتى يصلوا للنضج. هم في تخاطر جميل مع الكون اغلب الوقت لا يرسلون للكون الا ما يريدون يكذبون واقعهم ويصدقون خيالهم. كلما زادت مشاعرهم جمالا وسلاما زادت فرصتهم في الحصول على ما يريدونه من الكون فالكون في نظرهم معرض تسوق كبير للشراء ومشاعرهم المال الذي يشترون به ما يريدون من الكون.
دمتم بخير وسلام داخلي.
للتواصل مع الكاتبة mahrosgahda@gmail.com