
بقلم / خالد وهيب/ مكة المكرمة
الجيل الحالي لم يعيش متعة ( ملاعب الحواري ) أيام زمان ، والتي كانت قبل التوسع العمراني تنتشر في معظم ( الحارات ) وفي أطراف المدن .
و ( ملاعب الحواري ) زمان كانت متنفس القدامى وكان تجمع أبناء الحي الواحد والأحياء المجاورة من بعد العصر حتى وقت أذان المغرب ، وكان الجميع يستمتع باللعب فيها حتى الذي لا يمارس اللعب والركض خلف ( المستديرة ) ، كان يحضر إليها من أجل الإستمتاع بالمشاهدة من باب التسلية من جهة ومن جهة أخرى لإشغال فراغ ( العصرية ) .
و ( هدف المغرب ب 10 ) من الذكريات الجميلة في تمارين ( ملاعب الحواري ) أيام الزمن الجميل ، وتجد الحماس يبلغ ذروته لدى اللاعبين وقت دخول المغرب الذي يعد مؤشرا لإنتهاء الركض ، وتجد أحدهم مع إقتراب الأذان يصرخ ( هدف المغرب ب 10 ) ، ولذلك يحرص كل طرف في التمرين على تسجيل هدف المغرب الذي يساوي 10 أهداف .
أما على مستوى دورات الأحياء ، فإن ( دورات الحواري ) زمان ، كان لها طابعها الخاص ونكهتها المميزة ، وتشهد إقبال جماهيري لافت ، فإلى جانب من كانت تشهده مبارياتها من إثارة وندية وحماس منقطع النظير ، فإنها كانت مصدر رزق للكثير ، فتجد هذا يبيع آيسكريم مثلج في أكياس وذاك يبيع بليلة وأخر سند وشتات وبطاطس وأخر أمامه كانون فحم للشواء ، يبيع ذرة مشوي ( حبش ) .
وفرق الأحياء أيام زمان كان تزخر باللاعبين الموهبين بالفطرة ( الحريفين ) ، الذين كانوا يجذبون الجماهير من أجل الإستمتاع بمشاهدة إبداعتهم على ( المستطيل الترابي ) ، وهؤلاء اللاعبين كانت لهم شهرتهم الواسعة ويتردد صدى أسمائهم في ( الحارات ) الأخرى ، وكانت فرق الحواري الأخرى تستعين بهم في ( دورات الحواري ) ، وذلك من باب تعزيز قوة فرقها بخدماتهم .
والكثير من اللاعبين الموهبين الذي كانت تزخر بهم فرق الحواري لو وجدوا فرصتهم أنذاك في اللعب للأندية الرسمية ، كانوا سيجلون توجدهم القوي نظير ما يتمتعون به من موهبه فذه ، لكن للأسف الكثير منهم أنتهي به المطاف في الملاعب التربية .
وإلى جانب ما كانت تشهده ( دواري الحواري ) زمان من تنافس محتدم بين الفرق فإنه كانت وسيلة للتعارف بين اللاعبين ، والكثير من اللاعبين القدامى ، كانت هذه الدورات سببا في تكوينهم صداقت مع أخرين .
قبل الختام.
أجزم يقينا ، أن كل من عاش تلك الأيام الجميلة في ملاعب ( الحواري ) الترابية ودوريها الصاخبة ، لا سيما في ليالي شهر رمضان المبارك ، يحن لها نظرا لبساطتها وروعتها ، ناهيك عن أنها عند الكثير تعد أجمل مراحل العمر .