بقلم / خالد وهيب / مكة المكرمة
في زحام الحياة ومشاغلها ، يصادف أن تلتقي بعد سنوات بشخص تعرفه ويعرفك وقبل أكثر من شهر وصلتني رسالة عبر الواتس أب من رقم غير مسجل في جوالي ، وكانت الرسالة عبارة عن تسجيل صوتي ، فتحت الرسالة وكان نص التسجيل التالي : ( كيف حالك يا خالد وكيف أمورك لك وحشه ، ما عرفتني !! ) ، وأنا رسائل الألغاز على طريقة ( ما عرفتني !! ) تحيرني ، ولو ( أجلس ) أحاول شهر كامل أتذكر من هو هذا الشخص ما عرفته ، رديت على الرسالة بالنص التالي : ( لا والله ما عرفتك .. من الأخ !! ) رد سريعا برسالة ( الله يا لدنيا نسيتني ، وعرف بأسمة ) .
( طلع ) هذا الشخص أعرفه جيدا وصديق قديم ، وأخر مرة إلتقيت به قبل عقدين من الزمن وأسمه جعفر ، وكنيته ( التوت ) ولا أعرف سر هذه الكنية ، ولكن كل من يعرفه يناديه ب ( جعفر التوت ) ، وللأمانة أسلوبه وتعامله كالتوت وعلى قول إخواننا المصرين ( دمه شربات ) .
المهم ، بعد ما عرف بأسمة ، رديت عليه برسالة ترحيب حارة ، وبدأت أسترجع معه شريط الذكريات والأيام الجميلة ل ( دواري الحواري ) التي كان يشرف على تنظيمها .
وبعد سنوات الإنقطاع عن حبيبنا ( التوت ) ، تجدد التواصل معه عبر رسائل الواتس بشكل شبه يومي ومؤخرا أرسل لي مقطع فيديو مختصر لمباراة طرفاها فريقين من فئة البراعم ، وقال لي أن الطرف الذي يلبس التيشرتات ذات اللون البرتغالي ( أكاديمية التوت ) ، التي يشرف عليها فنيا وأن فريقه فاز بالنتيجة ، هنأته على الفوز ، وفي نفس الوقت لم أكن أتوقع ذات يوم أن عشق هذا الصديق القديم للساحرة المستديرة يجعله يكافح وينافح حتى ينشأ أكاديمية تحمل الأسم الذي يكنى به ( التوت ) .
فعلا جعفر التوت حالة إستثنائية من العشق كان يتولى تدريب فريق حواري ، والملعب الذي يتمرن فيه فريقه والذي أضحى حاليا أثرا من بعد عين ، أسمه ( ملعب التوت ) وكان في شارع جرهم أمام منزل المعلق الرياضي زاهد قدسي ( رحمه الله ) ، و( ملعب التوت ) ، كان يحتضن في العام الواحد أكثر من 3 دواري لفرق الحواري وكان يشرف شخصيا على تنظيمها ، وأشهرها في شهر رمضان المبارك والملعب أنذاك يكتظ بالجماهير التي تحضر من الأحياء المجاورة من أجل الإستمتاع بمشاهدة المباريات .
قبل الختام.
بإختصار ( جعفر التوت ) حالة نادرة من العشق ، بعد فريق الحارة الذي كان يشرف عليه رئيسا ومدربا ، بات يجاري الزمن ب ( أكاديمية التوت ) التي يشرف عليها فنيا .