بقلم / محمد السكيني / عسير
أستهل المنتخب السعودي الكبير ، تصفياته لكأس العالم ٢٠٢٢ في قطر ، بفوزين مهمين ضد فيتنام وسلطنة عُمان ، بالعلامة الكاملة وست نقاط ثمينة ، بمستوى مشرف ونتيجة مقنعة حققها الصقور ، تجعل الجميع يقف احتراماً للمدرب هيرفي رينارد وكتيبته ، بل لكل القائمين على الأخضر ، بداية من سمو وزير الرياضة إلى آخر عضو ، في منظومة كرة القدم السعودية ، هذا المنتخب الذي نفخر بوصوله إلى كأس العالم خمس مرات ، ونتطلع إلى مرة سادسة كرقم قياسي ، لم يبلغه أحد من جيراننا ، مع كامل الاحترام والتقدير لهم ، وفي كل المرات الخمس السابقة ، لم يكن طريق الوصول مفروش بالورود ، بل كان في غاية الصعوبة.
واتوقع ان هذه التصفيات أكثر صعوبة من سابقاتها ، رغم الفوزين الأولين في البداية ،،، وتعود الصعوبة إلى قوة المجموعة ، التي ينافس فيها المنتخب ، والتي سميت بالمجموعة الحديدية ، لصعوبة فرقها وشراسة منافستهم ، فمجموعة تضم اليابان واستراليا والصين إلى جانب عُمان ، حتماً لن تكون سهلة ، حتى أن المنتخب الأقل حظوظاً ، أقصد المنتخب الخامس في المجموعة فيتنام تطور كثيراً ، ودليل ذلك مقارعته لنا في مرسول بارك ، حيث تقدم في نتيجة المباراة ، ولم نلحق به إلا بعد دقائق ، ومن الطبيعي أن تحدث المنافسة ، وهذا طابع كرة القدم في كل مكان ، والذي يجعل تصفيات كاس العالم في كل القارات ، أكثر تشويقا وإثارة وندية ، بل يصبح كأس العالم خاضعا لحسابات التصفيات ، التي يصعد مؤشرها تارة وينخفض تارة أخرى ، لتتغير فيها المراكز ، في لعبة شبيهة بلعبة الكراسي الموسيقية ، ولا يُعرف المتأهل في أحيانِ كثيرة ألا في آخر الجولات ، على أي حال عود على بدء ، بالنسبة لأخضرنا الكبير.
مضت جولتان حققنا فيها الأهم وهو تحقيق النقاط ، حيث الفوز الأول على فيتنام كمباراة افتتاحية ، وفوز آخر خارج الديار ، عندما عدنا بثلاث نقاط هامة من مسقط ، ست نقاط كاملة تجعلك أكثر استقرار اً من النواحي النفسية والذهنية ، وفي ذات الوقت تجعلك أكثر حرصا فيما تبقى من جولات ، خاصة امام اقرب منافسيك ، اليابان واستراليا الأكثر حظوظا ، بخطف إحدى بطاقتي التأهل ، صدارة المجموعة كأول او ثانيها شيء جميل ، ولكن يجب ألا ينسينا أن المشوار لا زال شاقاً على السيد رينارد ولاعبيه ، والذي يلزمهم التفكير في القادم الصعب ، ولكل فريق على حده ، فالتصفيات الماضية علمتنا أهمية كل مباراة ، وكل هدف يُسجل وتأثيرها في حسابات النهاية ومن يتأهل ، لذا يجب الإعداد الجيد ، وعلى كافة الأصعدة الفنية والنفسية والاعلامية أيضاً.
فالتصفيات نَفَسها طويل جداً، وتحتاج كل الأمور التحفيزية ، حتى يتحقق الحلم السادس ، وكلنا ثقة في جهازنا الفني والإداري ،وصقورنا الخضر أبطال الميدان ، الذين نثق بهم ،ونثق أنهم أكثر الناس حرصاً على مقعدهم الآسيوي ، الذي هو بين أيديهم ، ولن يفرطوا به أبداً ،ونحن معهم نأزرهم وندعو لهم بالتوفيق ، وسنراهم في قطر ٢٠٢٢ – بحول الله – وقوته بين الكبار ، لأنه المكان الذي يليق بهم !!.
للتواصل مع الكاتب
@alsukkiny2018