في أرض بعيدة، كان هناك حكيم حكمته الحكمة وعلمه العلم. كان يتمتع بسمعة طيبة وكلمته الموزونة كانت دليلًا على حكمته العميقة. كان الناس يتوافدون من جميع أنحاء الأرض للاستفادة من حكمته ونصائحه.
وفي يوم من الأيام، حدثت مواقف غير متوقعة تجعل الحكيم يواجه اختبارًا صعبًا. قررت إحدى الشخصيات المغرورة والمتغطرسة أن تخوض تحديًا مع الحكيم. قالت له: “أنا أجد نفسي الأذكى والأقوى في الأرض، وأعتقد أن كلمتي قادرة على هزيمتك. أثبت لي خطأي!”
فابتسم الحكيم برهة ثم قال: “حسنًا، سأروي لك قصةً تلخص الفكرة التي تحاول أن توصلها.” كان هناك رجلٌ طيب القلب يعيش في قرية هادئة. كان يتمتع بسمعة طيبة وشخصيته الرقيقة. وفي يوم من الأيام، قرر أن يختبر صبره وقدرته على السيطرة على كلماته في مواقف صعبة. قرر عدم الرد على أي تجريح أو إهانة يتعرض لها.
وفي يومٍ من الأيام، وقعت حادثة غريبة. اصطدمت عربةٌ بحصانه الجميل وأصابته بجروح خطيرة. جمع القرويون حولهم لمساعدته، ولكن الرجل ظل هادئًا وصامتًا، رغم الألم الذي يعتصر قلبه. لم ينطق بكلمة واحدة تعبر عن غضبه أو ألمه. وفي النهاية، فُزع الحصان وتعافى تدريجيًا.
عندما انتهت القصة، نظرت الشخصية المغرورة إلى الحكيم بدهشة واحترام. وقالت: “لقد فهمت الآن ما تحاول أن توصله. القدرة على السيطرة على كلماتنا هي سلاح قوي يمكن أن يحمينا ويحافظ على شخصيتنا وسمعتنا.”
ابتسم الحكيم وقال: “بالفعل، يا صديقي. إن الكلمة قادرة على خلق المحبة والسلام، ولكنها أيضًا قادرة على إشعال النزاع وإحداث الضرر. لذا، لتكن كلماتنا دليلًا على حكمتنا وتسامحنا، ولنتعلم كيف نتحكم فيها بحكمة.”
فوجئت الشخصية المغرورة بالحكمة العميقة التي قدمها الحكيم، وقررت أن تعتذر له عن اختبارها له. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تعامل الحكيم بكل احترام وتقدير، واستفادت من حكمته ونصائحه في حياتها.
وهكذا، انتهت قصة الحكيم والمغرور بدروس قيمة. فالحكمة والتواضع هما صفتان تجعلان الإنسان عظيمًا، بينما الغرور والتعالي يؤديان إلى الهزيمة والانكسار.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@