
نشأت الأيرفيدا او الأيرفيدة تقريبا (3000 الى 1500) قبل الميلاد. في البداية كانت تقليد شفهي وتم تسجيلها لاحقًا في الفيدا، وهي أربعة نصوص هندوسية مقدسة. الأيرفيدة هي نظام شمولي يسعى إلى خلق الانسجام بين الجسم والعقل والروح، وقد تم تصميم أنظمة الأيورفيدا وفقًا للبنية الفريدة لكل شخص (احتياجاته الغذائية والتمارين الرياضية والتفاعل الاجتماعي والنظافة) – بهدف الحفاظ على التوازن الذي يمنع المرض. ومن قرابة 2500 قبل الميلاد ظهر إيمحوتب, أشهر اطباء العصور القديمة في افريقيا (مصر) وكان ايضا مهندسا معماريا لزوسروكان ايضا كبير الفلكيين, ” أيمحوتب ” عبقرية طبية , ويقول عنه ” جيمس هنرى برستد ” وكورت زيته ” أنه المخترع الأول لفن الطب. عبد فى منف كإله للشفاء . وقال فيه ” أوسلى ” : أنه أول صورة لطبيب واقعى , واصبح إلهاً شعبياً محبوباً . ومن (2000 الى 3000) سنة قبل الميلاد : تطور الطب الصيني التقليدي، وهو أحد أقدم أنظمة الطب في العالم. متأثرًا بالطاوية والبوذية، يطبق الطب الصيني التقليدي منظورًا شموليًا لتحقيق الصحة والرفاهية، من خلال تنمية الانسجام في حياة الفرد. أصبحت الأساليب التي تطورت من الطب الصيني التقليدي، مثل الوخز بالإبر، والأدوية العشبية، وتشي جونج، والتاي تشي، مناهج أساسية وحديثة للعناية بالصحة. و 500 سنة قبل الميلاد, ظهر الطبيب اليوناني القديم أبقراط – ربما يكون أول طبيب يركز على الوقاية من المرض بدلاً من مجرد علاج المرض، كما جادل بأن المرض هو نتاج النظام الغذائي ونمط الحياة والعوامل البيئية.
وفي 50 قبل الميلاد, أكد الطب الروماني القديم على الوقاية من الأمراض، وتبنى الاعتقاد اليوناني بأن المرض هو نتاج النظام الغذائي ونمط الحياة. ساعد نظام الصحة العامة المتطور للغاية في روما القديمة (مع نظامها الواسع من قنوات المياه والمجاري والحمامات العامة) على منع انتشار الجراثيم والحفاظ على صحة السكان. وفي الوقت الذي كانت فيه الكنيسة الغربية تحرم صناعة الطب، لأن المرض عقاب من الله لا ينبغي للإنسان أن يصرفه عمن يستحقه، وهو الاعتقاد الذي ظل سائدًا في الغرب حتى القرن الثاني عشر. بدأ المسلمون في القرن التاسع الميلادي في تطوير نظام طبي يعتمد على التحليل العلمي. ومع الوقت، بدأ الناس يقتنعون بأهمية العلوم الصحية، واجتهد الأطباء الأوائل في إيجاد سبل العلاج. أفرز الإسلام في العصور الوسطى بعض أعظم الأطباء في التاريخ، الذين طوروا المستشفيات، ومارسوا الجراحة على نطاق واسع، بل ومارس النساء الطب، حتى أنه كانت هناك طبيبتان من عائلة ابن زهر خدمتا في بلاط الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور في القرن الثاني عشر الميلادي.
اما في القرن التاسع عشر، انتشرت الحركات الفكرية الجديدة والفلسفات الروحية والممارسات الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا. تم تأسيس عدد من أساليب الرعاية الصحية البديلة التي تركز على الشفاء الذاتي، والأساليب الشاملة، والرعاية الوقائية والعلاج بتقويم العمود الفقري. العلاج الطبيعي خلال هذه الحقبة كتسب شعبية واسعة النطاق في كل من أوروبا والولايات المتحدة. وكانت الفلسفات الجديدة الأخرى ذات توجهات روحانية أكثر. في حين أن بعض المعتقدات التي تبناها المفكرون الذين يقفون وراء هذه الحركات قد فقدت مصداقيتها، أو تبدو “سخيفة” اليوم، فإن هذه الحركات قامت بالفعل بنشر أفكار حول استعادة صحة الفرد أو الحفاظ عليها من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة وغيرها من تدابير نمط الحياة.
خمسينيات القرن السابع عشر: يعود استخدام كلمة “العافية” في اللغة الإنجليزية – والتي تعني عكس “المرض” أو “حالة الصحة أو الصحة الجيدة. وفي تسعينيات القرن الثامن عشر: قام الطبيب الألماني كريستيان هانمان بتطوير المعالجة التجانسية، وهو نظام يستخدم مواد طبيعية لتعزيز استجابة الجسم للشفاء الذاتي. وفي ستينيات القرن التاسع عشر: روج الكاهن الألماني سيباستيان نيب لـ “علاج كنيب” الذي يجمع بين العلاج المائي والأعشاب والتمارين الرياضية والتغذية. ظهرت أيضًا حركة الفكر الجديد حول نظريات فينياس كويمبي حول الشفاء بمساعدة عقلية. اما في سبعينيات القرن التاسع عشر: أسست ماري بيكر إيدي العلوم المسيحية القائمة على العلاج الروحي. لا يزال أندرو تايلور يطور العلاج العظمي، وهو نهج شامل يرتكز على التعامل مع العضلات والمفاصل. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر: كان الطبيب السويسري ماكسيميليان بيرشر-بينر رائدًا في الأبحاث الغذائية، ودعا إلى اتباع نظام غذائي متوازن من الفواكه والخضروات. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر: قام دانييل ديفيد بالمر بتطوير العلاج بتقويم العمود الفقري، مع التركيز على بنية الجسم ووظيفته. وفي القرن العشرين: يتبنى جون هارفي كيلوغ نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة والهواء النقي والعلاج المائي و”تعلم البقاء بصحة جيدة”.
يعود استخدامنا الحديث لكلمة “العافية” إلى خمسينيات القرن العشرين، وهو عمل أساسي – لكنه غير معروف – للطبيب هالبرت ل. دان، بعنوان العافية عالية المستوى (نُشر عام 1961). على الرغم من أن عمل دان لم يحظ باهتمام كبير في البداية، إلا أن أفكاره تم تبنيها لاحقًا في السبعينيات من قبل شبكة غير رسمية من الأفراد في الولايات المتحدة، بما في ذلك الدكتور جون ترافيس، ودون أرديل، والدكتور بيل هيتلر، وآخرين. أنشأ “آباء حركة العافية” هؤلاء نماذجهم الشاملة للعافية، وطوروا أدوات جديدة لتقييم العافية، وكتبوا وتحدثوا بنشاط عن هذا المفهوم. كان ترافيس وأرديل وهيتلر وشركاؤهم مسؤولين عن إنشاء أول مركز صحي في العالم، وتطوير أول مركز صحي في الحرم الجامعي، وإنشاء المعهد الوطني للصحة والمؤتمر الوطني للصحة في الولايات المتحدة. وهكذا استمر العمل والتطوير لهذا المعنى الشامل للصحة الجيدة والعافية ورفاهية البدن والعقل ,وتم إطلاق المزيد من البرامج التي ترعاها الحكومة لتعزيز أنماط الحياة الصحية في المدن/الولايات الأمريكية. انتشر المفهوم الحديث للعافية أيضًا إلى أوروبا، حيث تم تأسيس جمعية العافية الألمانية, واتحاد العافية الأوروبي في عام 1990. وفي نهاية القرن العشرين، بدأت العديد من الشركات في تطوير برامج الصحة في مكان العمل. شهدت صناعات اللياقة البدنية والمنتجعات الصحية نموًا سريعًا على مستوى العالم. وبدأت مجموعة متزايدة باستمرار من المشاهير وخبراء المساعدة الذاتية في تقديم مفاهيم العافية إلى الجمهور العادي.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com