
ينسحب الزمن بهدوء، يلتف حول نفسه كالحية الملتوية حول فريستها.
يبهرنا بطرقه المتعددة في التبدل والتحول، يدفعنا إلى سرعة الخطى واللهاث وراء كل ما هو جديد ولامع.
ينسجم الترند مع طبيعة النفس البشرية الطامحة والمفتونة بالتجديد والابتكار. فنحن مخلوقات متغيرة بفطرتنا، متعطشة للتجربة والاكتشاف، نذوب في سحر الجديد ونطارده بكل حماس.
لكن في سياق هذا الهوس بالحداثة، نفقد أحيانًا بوصلة الاتزان والتمييز.
فننساق وراء الزخرف والأضواء الخادعة، متجاهلين الجوهر والمضمون.
وكأننا في سباق محموم لا ينتهي مع الانطباعات السطحية والمظاهر الزائلة.
وفي غمرة هذا السعي المحموم، قد نفقد الكثير من القيم الأصيلة والجوهرية التي تشكل نواة هويتنا وتؤسس لشخصيتنا المستقلة. فنتحول إلى مجرد ظلال هائمة على وجوه الزمن، دون أي بصمة حقيقية أو هدف سامٍ.
على أننا لا ننكر أن للترند جوانب إيجابية، إذا أحسنا التعامل معه. فقد يكون مصدر إلهام وتجديد، وربما دافع لنا لتطوير أنفسنا وابتكار أشياء فريدة.
لكن علينا أن نضبط هذا الميل وأن نتعامل معه بحكمة وتوازن.
فالحكمة تقتضي أن نقف على حافة الترند، نراقب تحوّلاته ونستلهم منها، لكن دون أن ننخطف أو ننغمر فيها.
بل أن نحافظ على جوهرنا وأصالتنا، مستمدين قوتنا من داخلنا لا من خارجنا.
هكذا نكون أكثر سيطرة على مسار حياتنا، نصنع مستقبلنا بإرادتنا لا بمجرد التبعية للموضة والظواهر الزائلة.
وهكذا ننتصر على الترند لا ننهزم أمامه.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@