
إنَّ الأزمات والمحن التي قد نتعرض لها سواء نفسيه جسديه او ماديه ليست إلا امتحانًا للإنسان، وفرصةً له لإظهار قيمه الحقيقية وصفاته النبيلة.
فخلال السنوات العصيبة، نكتشف أنفسنا ونعرف طبيعتنا الحقيقية – هل سننساق وراء الأنانية والطمع، أم سنتحلى بالتضحية والإيثار؟ هل سنيأس ونفقد الأمل، أم سنتمسك بالصبر والتفاؤل؟ ففي النهاية ستكون تلك الأيام العصيبة بمثابة نقطة تحول في تاريخ الإنسانية – إما أن نخرج منها أقوياء وأكثر ترابطًا، أو أن نضعف ونتفكك. والخيار بيدنا.
فلنتمسك إذن بالحكمة القديمة “في الضيق فرجٌ”، ونواجه الأزمات بإيمان وصبر. فإذا اختبرنا أنفسنا في هذه المحن وخرجنا منها متماسكين، ستكون لنا مكانة مرموقة في تاريخ الإنسانية. ولا شك أن ثمار هذا الصبر والتماسك ستنعكس على مستقبلنا الزاهر.
إننا نعيش اليوم في زمن يُشبه “السبع العجاف” التي أنذر بها يوسف عليه السلام في تفسيره لرؤيا الملك ففي هذه الأوقات الاستثنائية، علينا أن نتحلى بالحكمة والتخطيط الحذر لمواجهة التحديات المقبلة. فكما كان يوسف عليه السلام قد خطط وادخر في السنوات الخصبة، علينا أن نهيئ أنفسنا ونستعد لما قد يأتي من أيام عصيبة.
وإذا فعلنا ذلك بإيمان وثبات، فسنجد الفرج في ضيقنا وسينفرج علينا الأمر إن هذا الدرس العظيم من قصة يوسف عليه السلام ينطبق على جميع مناحي الحياة.
فعلينا أن نتخذ من الماضي عبرةً للمستقبل، ونخطط بحكمة لمواجهة التحديات المادية والنفسية والاجتماعية التي قد تحل بنا.
ففي الزمن الخصب علينا أن نؤمن ونتوكل على الله ونبذل جهدنا لبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.
وفي أوقات الشدة والضيق، علينا أن نتحلى بالصبر والثبات والتفاؤل، متذكرين أن “في الضيق فرجٌ” وبهذا النهج الحكيم والإيماني، سنكون قادرين على تجاوز كل الأزمات والمحن، وسنحظى بمكانة مرموقة.
ولنتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنه لا بد أن يكون في كل محنة إرادة إلهية حكيمة تعمل لخير عباده.
ونثق بالله ونتمسك بهذا اليقين، فإن الفرج آت لا محالة.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@