من الطبيعي ألا تتحقق كل الأمنيات والرغبات دفعة واحدة ، لأنه لو تحققت لأصبحت الحياة بلا طعم ولا رائحة، وسيفقد الإنسان حينها اللذة والمتعة التي تربطه بالحياة.
وصدق الشاعر حين قال :
أنت إن أعطيتني كل المنى
تفقد النفس أغاريد التمني
إن الأمنيات التي لم تتحقق هي بمثابة الملح في الطعام لابد من وجوده ، فتلك الأمنيات تجعلنا ننشغل في هذه الحياة ونسعى ونجتهد لكي نحققها، ونجد لذة ، ومتعة في كل خطوة نخطوها وإن شقت علينا الخطى ،في سبيل نيل هذه الأمنية ، وإن لذة التعب هي تحقيق أمنية ظلت عصية المنال على الإنسان، لكن سعى واجتهد وتحمل كل الصعوبات وكافح، وظل متمسكًا بالعزيمة والإصرار ، ولم يسلم الراية ولم يثنه قول حسود أو حقود عن السعي الحثيث والعمل الدؤوب لنيل تلك الأمنية حتى وإن لم يتحقق إلا بعض منها. فكثير ما تجري الرياح بما لم تشتهي السفن.
لتواصل مع الكاتب af1423af116@gmail.com