وهذه السلوك البغيضة.. والمثيرة للاشتمئزاز هي مخرجات ترسم صورة غير واقعية لمجتمعنا المثالي المسلم الذي يتحلى بالخلق الرفيع والصلاح وتقويم الذات.
اما البعد الثاني: لثقافة السلوك المروري فهو وجهها “العدواني” وان جاء العدوان المشاهد هنا تلقائي ولا ارادي بمفهومه المطلق.. فالعدوان هنا ناتج عن فرض السلوط السلبي الممارس من لدن بعض السائقين.. وقد يبدو انه واقع.. ثم تعاطيه او ممارسته بشكل غير ملائم “للثقافة التربوية المرورية” والتي توحي بـ:
أ – التعقل: والتريث.. القادران على دفع كل سلوك مخالف!!
ب – وممارسة القيادة “بطاقة ذهنية” واعية وبقوة عقلية اخلاقية مدركة!! بلا هوس او جنون او لا مبالاة.
ج – الرؤية “الاستيعادية” التي تجعل من ثقافة النفس استنطاقا مقموعا لكل بادرة شر او سلطة فعل ترمي الى الهلاك!! وتوحي بالتسامح مع “العقل المدبر” ازاء هيمنته وسيطرته! والرد على “سلطوية النفس” الامارة بالسوء هو فعلا احد مظاهر السلوك الحضاري الواعي المنسحب على مشاركة الوطن في “استراتيجيته التي تضمن سرعة تحقيق السيطرة على “السلوك المروري العام” توخياً للمقاومة ضد العدوانية الذاتية والاجتماعية السلوكيات السلبية.
نعم – لا بد لنا جميعا من مواجهة “ثقافة التخريب السلوكي” والعنف المروري اللامسؤول، فمستوى مقاومة السائقين “المتهورين”.. والمستهترين” وما ينتج عن سلوكهم من اخطار ومآس ومعاناة، قد اصبح الآن ازمة في مجتمعنا!!
ولقد وضعت هذه الازمة “السائقين هؤلاء” وبعض الابرياء في كوارث فاجعة بقيت مجرد “ردود فعل” لذلك السلوك الذي تحكمه ضغوطات انفعالية غير حضارية وبدرجات مأساوية اعتبرت السلوك “ظاهرة”!! والظاهرة سلوك:
1 – لا تربوي
2 – ولا اخلاقي.
مما يوحي بأن ممارسة أي شكل من اكال هذه الظاهرة، يبقى تلقائياً لا يتجاوز حالات انفعالية ذاتية، تحكمها ضغوطات نفسية متهورة ولا مبالية.. ولا يجب ان ننسى “عندئذ” ان مثل هؤلاء السائقين هم تركيبة مجردة تتفاعل في تكوينها عوامل اجتماعية ونفسية كثيرة لا بد من معالجتها والتصدي لها بحزم ومبدأ.. “من امن العقوبة اساء الادب”.. والعقوبة لا شك تربوية تساعد على انضباطها جهود كل القطاعات الامنية والمجتمعية والاعلامية منها:
1 – ما يتصل بمحيط السائق الذاتي!!
2 – ومنها ما يتصل ويرتبط بمحيطه الخارجي “المجتمع والشارع” وهنا يجب ان نرمي بثقل علاج الظاهرة او الازمة باستحضار دور المجتمع وتشخيص ذات السائق الاجتماعية والنفسية من خلال اخصائيين في:
– المجالات النفسية الامنية
– والمجالات الاجتماعية
– والمجالات التربوية
– والمجالات الاعلامية ثم تعزيز انشاء ما يسمى بجهاز “الامن الاعلامي عن طريق هذه الحملة الوطنية الاعلامية الشاملة للتوعية الامنية والمرورية” والتي دشنها سمو سيدي الامير نايف بن عبدالعزيز وير الداخلية من اجل التنوير واليقظة.. وبهاجس المسؤول الذي ينادي بالتصدي لهذه الظاهرة وبشجاعة القول وبلاغة الكلام وسداد الرأي.
– ولعلنا بعد ذلك.. نعد “استراتيجية امنية اعلامية” تعالج:
1 – نرجسية بعض السائقين وساديتهم وتضخم “اناتهم”!!
2 – وتعالج بلوغ السائقين ذلك المستوى من اللامبالاة.. فاللانظام والفوضى المرورية يحطمان “ثقافة السلوك” ولا بد هنا من اعداد “برامج تربوية رادعة” تتوازى ومع امكاناتنا الاجتماعية المثالية والتي لا تبقى في عزلة سلوكية سوية عن محيط المجتمع!
3 – وتعالج “الرفض التام” للسلوك اللااخلاقي برفض صارم له كيف ما كان نوعه.. فالاعتداء على “الذات والآخرين” جراء القيادة المتهورة اصبح البعض ينعته بالسلوك المشين!!
حرص لمجتمعنا المتكاتف المتآزر والذي يلفظ بوهمية الذات “ويرفضها ويواجهها بتصد صريح ومقنع اتقاء لأذى النفس وحماية من عنفها ولا مبالاتها.. واسلوباً ناجعاً رادعاً لنزواتها ونرجسيتها.. “فإثارة الانتباه” بشرح ما هو مستعص عن الفهم هو سعي “موضوعي” الى تحريك الرؤوس لجادة الصواب ولملمة الأذهان المهزوزة والمغلوبة على امرها من ذواتها!!
وان كنا نلقي باللائمة الكبرى عن طائفة من الرجال السائقين المتهورين.. يبقى كل ما تشارك به بالمجتمع رهين بمحرك جاد وفاعل “اعلاميا.. وتربويا”.. ولولا وجود الفعل ما عالجنا الفاعل!!
ولكن.. لنفتح شرفات احاسيسنا “جميعا كمواطنين”.. لمن اهدوا “ضوء عيونهم” على طرقات العالم، وجمعوا بصدق كل ركامات الضوضاء السلوكية في سلال الهدوء “معالجة”:!! ليضعوها على جناح آفاقنا، مصممين على ارشادنا.. وهنا يمكن لنا ان نحقق هدف “ثقافة السلوك المرورية” في لحظ ملآى بتباشير العقل المدرك لكل فوضى متوحشة تنسال عليه من كل جانب!! فلله در المتعقلين!!
للتواصل مع الكاتب 056780009