اتوقع أن الكل يعرف أن للنقد فوائده وإيجابياته ، وكذلك له سلبياته التي لا ينكرها أحد ، والنقد هو الأسلوب الأمثل لتصحيح أي عمل ، متى ما كان هادفاً بنّاءً ، حيث أن النقد ينقسم إلى قسمين أحدهما يسمى الهادف والذي يهدف إلى تصحيح المسار ، ووضع اليد على مكامن الخلل ، وذلك لإصلاح ما يمكن اصلاحه ، وهذا الشيء الذي يتبعه الشخص المحب ، الذي هدفه المصلحة العامة ، يقابل ذلك النقد الهادف ، النقد الهادم والذي هدفه الأساسي الهدم والتخريب وافشال العمل ، وقد يُبنى هذا النقد على الحقد ، وتصفية الحسابات من أجل اسقاط العمل لأغراض شخصية.
وإذا كنا بينا الفرق بين النقدين ، أجد من الضرورة التوضيح ، أن الأسلوب الذي اتبعه الجمهور الأهلاوي ، في نقده لفريقه من الإدارة إلى اللاعبين هو الاسلوب الأول ، النقد الهادف الذي هدفه تصحيح المسار ، ومصلحة الكيان الكبير ، الجماهير هي العين الثاقبة التي تراقب عن بُعد ، ويظهر صوتها في الوقت المناسب ، فمنذ انطلاقة الدوري والجمهور الأخضر هو المساند والمساعد والمراقب أيضاً ، فمن الجولة الاولى إلى السابعة ، كان الفريق يمر بمستويات متأرجحة ، عندها تنبأ المحب الأهلاوي بخطر قادم وسقوط مريع ، إذا أستمر الوضع ، هنا تدخل النقد الهادف ووجهت سهامه ، لإنقاذ ما يمكن انقاذه ، تقبلها البعض والبعض الآخر رأى أن ذلك تدخلاً في عملٍ فني ، لا يحق لأحد التدخل فيه.
الجمهور لم ينظر للراي الآخر وأستمر في نقده ، وكانت النتيجة كما يحب الجميع ، شيء من التحول الإيجابي ، منذ مباراة الاتحاد التي كانت بداية التصحيح رغم الخسارة ، فلولا وقفة جروهي بين خشباته بتركيز ، لكانت النتيجة النهائية غير خسارة النقاط الثلاث ، فهناك تحسن في الأداء ، وفي عمل المنظومة بالكامل ، بعدها جاءت مباراة الراقي مع أبناء الاتفاق ، حيث سيطر الأهلي على كل شيء مستوى ونتيجة ، أثخنت شباك النواخذة بالأربعة ، بأسلوب ممتع ومقنع لينتزع أول ثلاث نقاط مهمة ، وربما الأهم لإكمال المسيرة في دوري هذا العام ، حيث أستطاع الفريق الخروج من نفق التعادلات المظلم.
وقد تكون هذه المباراة هي الانطلاقة إلى ما هو أبعد ، في سلم الترتيب ولعبة الدوري الشاقة ، لتأتي بعدها مباراة حائل ، الطائي العنيد على أرضه وبين جماهيره ، ثلاث نقاط ثمينة ، أعادت لنا السومة إلى سابق عهده بهدفين وفوز ثمين ، فوز تحفيزي قبل المواجهة العاشرة ، مع الند العاصمي الأزرق ، المتسلح ببطاقة نهائي آسيا ، عود على بدء في النقد وسهامه ، نقول أن سهام النقد ، لا تكون قاتلة في أغلب الأحوال ، بل قد تكون منقذة في الكثير من المرات ، وهو ما حدث في النادي الراقي ، بشرط ان تكون من قلب محب صادق ، وأن يكون مستقبلها الذي وجهت له ، ذو رحابة صدر يدرك أنها لإصلاح الخلل وتصحيح المسار لا أكثر ، هنا تكون فائدة النقد ، ويكون أسلوب صناعة النجاح الذي ينشده الجميع ، في النادي الملكي، بصرف النظر عن المواقع، رئيس أو إداري أو لاعب أو مشجع ، فالعشق واحد والأمل واحد ، بأن يكون النادي الأهلي في مكانه الطبيعي الذي يستحقه ، حيث منصات الذهب وأعلى الترتيب.
لتواصل مع الكاتب @alsukkiny2018