عرفت الثقافة بأنها ” سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية “، وهي ” مصدر مهم للحصول على المعلومات التاريخية”، ومن خلالها يمكننا دراسة الثقافة السائدة في المجتمع الذي ينتمي إليه الفرد، والتنوّر ومعرفة تطوّره، وهذا يُساعد على إلقاء نظرة على العصور القديمة، والتعرُّف على الثقافات الأخرى، وتوضيح مراحل التطوّر التي مرّ بها الإنسان.
وتمتلك الثقافة مجموعة من القيم والمعارف، التي تساعد على إنشاء مجتمع أفضل، وغرس القيم الثقافية في الشخص، بما يمكنه من التفاعل مع المجتمع والآخرين، وللثقافة قواعد وقوانين تمثل السلوك السليم والمنضبط للفرد.
والثقافة لا يمكن أن تشترى بمال ، ولعل البعض يذكر ما قاله الكاتب المغمور لبرناردشو ، إذ قال : أنا أفضل منك ، فإنك تكتب بحثا عن المال وأنا اكتب بحثا عن الشرف.فرد برناردشو :- صدقت ، فكل منا يبحث عما ينقصه..!! وإن كان الحوار والنقاش مرتبطا بين أطراف ذات مستوى ثقافي فان المحصلة هي ثمار عمل جيد أما إن نطق السفيه في مثل هذه اللقاءات وتحدث بأسلوب لا ينمي عن فهم للقضية المطروحة فهنا ينبغي أن نقول : “اللهم حلي أخلاقنا بأخلاق نبي الأمم.
ولابد أن نرتقي بالردود والانتقادات حينما نواجه أقواما سفهاء ونتذكر قول الحق تبارك وتعالى ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).
وقال الإمام الشافعي في الإعراض عن السفيه :
إذا سبني نذل تزايدت رفعة
وما العيب إلا أن أكون مساببه
و لو لم تكن نفسي علي عزيزة
لمكنتها من كل نذل تحاربه
وتحفل كتب الأدب العربي بالكثير من الأمثلة التي تروي قصص تجاهل السفهاء فهذا رجل شتم ، الإمام الشعبي التابعي والفقيه والمحدث ، عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار أبو عمرو الهمداني الشعبي، المشهور بـ الإمام الشعبي ، فقال له الشعبي : إن كنتُ كما قلتَ فغفر الله لي، وإن لم أكن كما قلتَ فغفر الله لك.
ولابد أن ندرك أن الحوار من أكثر الأعمال متعة وارتقاء فمن خلاله نصل إلى نتائج جيدة و ثمار يانعة تنمي الفكر الإنساني وتوسع آفاقه لكن الحوار يكون غير ذي جدوى عندما يتحاور الإنسان مع الجهلاء أو السفهاء.
لذا يجدر بنا أن نتوقف عن مناقشة السفيه ومجادلته لأننا لو فعلنا ذلك فسوف نتساوى معه في المنزلة والمكانة فالسفيه لا يحاور ولا يتناقش بموضوعية و حياد و لا يراعي حدود الاحترام وإنما يقلل من الآراء.
لتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com