كنا في السابق نرى ونقرأ في المكتبات التجارية كتبا بعنوان ( تعلم الانجليزية في أسبوع ) ، وكان هناك من يتهافت لشرائها على أمل أن يتقن اللغة الانجليزية التي لم يتعلمها بشكل جيد في المدرسة ، وبعد أن يقتني الطالب الكتاب ويقرأه مرة تلو أخرى ، وأسبوع بعد آخر يجد أنه قد خدع ، فلم يتعلم كلمة واحدة ، وحينها يعض أصابع الندم على قيمة الكتاب التي ذهبت ، ووقته الذي أهدر.
ومع تطور الزمان ودخول وسائل التواصل الاجتماعي ، وقرب البعيد ، وبعد القريب ، دخلنا عالم آخر بعيدا عن الكتاب والقراءة ، قريب من الخيال البعيد ، مرتبط بالنصب والاحتيال عبر شركات وأفراد يتحدثون بلغة الأرباح العالية فينساق الضحية صوبهم بسرعة عالية ، غير مكترث بالنتائج المؤلمة التي قد يتعرض لها.
وتعتمد أساليب النصب الحديث على عدة وسائل ، فإما أن تكون عبر ايميل يحمل بشرى حصول صاحب الإيميل على جائزة بمبلغ مالي ، وعادة لا يقل المبلغ عن نصف مليون دولار !
أو عبر رسالة MSM من دولة أجنبية تتضمن حصول صاحب الرقم على جائزة عبارة عن سيارة إما أن تكون همر أو BMW وغيرها ، ومثل هذه الرسائل جذابة فينساق خلفها البعض من السذج ، وبعد أن يجدوا أنفسهم ضحايا لعملية نصب ، يبدوا في عض أصابع الندم ، ولكن بعد أن يكونوا قد خسروا ما لديهم.
ولم يتوقف النصابون أمام رسائل الإيميل أو ال MSM بل تطورت أعمالهم وخدماتهم ، فأصبحوا يؤسسون شركات لتوظيف الأموال بأسماء عالمية ، واتصالات هاتفية بأصوات جذابة ، وأرباح خيالية لمبالغ بسيطة خلال فترة زمنية قصيرة ، فينساق السذج بكل آسف نحوهم ويضعوا أموالهم التي جمعوها على مدى سنوات.
واستغلت بعض شركات توظيف الأموال العاملة في عمليات النصب والاحتيال أسماء فنانين واعلاميين في عملياتها ، وتحدثت عن نقلات مالية كبرى حققوها نتيجة لتعاملهم مع هذه الشركة ، وكيف أصبحوا أثريا بشكل سريع وملفت للأنظار !
والمؤسف أن مثل هذه الاساليب ساعدت على جذب البعض خاصة الشباب وكبار السن الطامعين في الثراء السريع ، فقدموا ما يملكون لشركات توظيف الأموال ، وتسارع البعض منهم لبيع ممتلكاته من عقار أو أسهم لينعم بالثراء السريع.
وبعد أن يخسروا ما يملكون ، ويتأكدوا أنهم كانوا ضحايا لعمليات نصب واحتيال ، تبدأ أصواتهم في الارتفاع عاليا مطالبين بإعادة حقوقهم ، ومعاقبة الشركات التي نصبت عليهم !
وبعيدا عمن خسروا أموالهم فهناك آخرون استطاعت بعض شركات توظيف الأموال الغير مرخصة في جذبهم للعمل بها بمرتبات عالية تغري الجميع ، ليكون مندوبا عنها فيسعى لجذب اصدقائه واقاربه ، وبعد أن تنكشف الحقيقة ويدرك أن كان ضحية يسعى لطلب الشفاعة والسماح من هذا وذاك ، والمؤسف أن أكثر ضحاياه هم من اصدقائه وجلهم متقاعدون لا عمل لهم .
فمتى نقتنع بما قسمه الله لنا ، ونقف في وجهة النصابين والمحتاجين بقوة وصلابة.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com