أوضحت الدكتورة – امل بنت عبدالرحمن الجودر مدير العضويه وجوده الحياه في َجمعية مملكة البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية بإن للصوم أثرا عميقا على الصحة الشامله بابعادها الاربعه البدنيه والنفسية والاجتماعيه والروحيه، فعلى مستوى البدن يساهم الصوم في تخليص الجسم من الشحوم المتراكمة ويقي ويعالج السمنة ويتم التهام الخلايا غير الطبيعية والمريضة فيساعد على الشفاء من امراض الجهاز المناعي ، وهو فرصة لإعطاء المعدة والأمعاء والكلي والدورة الدموية فترات من الراحة. وهو فرصة متواتية لمن يريد التوقف عن التدخين فبإمكانه اختيار هذا الشهر للبدء في ذلك فمادام استطاع التوقف نهارا فبإمكانه المواصلة وبمنعه للسمنة والمساهمة في التوقف عن التدخين يكون قد ساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب والسكرى والسرطان .. الخ.
على الجانب النفسي فان الصوم يقرب الانسان الى الله تعالي ويكثر من النوافل وقراءه القران مما يجعله يشعر بالأمن النفسي وتمتلىء نفسه البشرية بالراحة والإطمئنان في عصر أصبح القلق والتوتر سمة من سماته. وبهذا يساهم الصيام في منع التأثيرات السلبية الناتجة عن القلق والتوتر. وعلى الصعيد الاجتماعي يساهم الصيام في تجميع افراد العائله الواحده على مائدة تناول الإفطار والتي قلما تجتمع في خلافه على وجبه واحده بسبب اختلاف ظروف كل فرد منهم. فتقوى الروابط الاجتماعيه بين افراد العائله الواحده.
ولعل رمضان هذا العام يأتي في ظروف مغايره حيث تطبيق الاجراءات الاحترازية لمكافحه كورونا منعتنا من التجمعات العائلية الكبيرة ومع الاصدقاء ومن اقامه موائد الرحمن والافطار الجماعي للفقراء الا ان ذلك لم يمنع المسلمين من التواصل بارحامهم واصدقائهم خلال قنوات وتطبيقات التواصل المرئي وتوزيع الوجبات بشكل فردي لتلبى احتياجات الفقراء والمحتاجين من خلال الصدقات والزكاوات تقربا لله عز وجل.
وعلى الصعيد الروحي فالصوم يسمو بالروح لستحضر معنى الحياة والغرض منها ويذكرنا بدورونا في الحياة الدنيا كخلفاء لله في هذه الأرض فنتعاون على البر والتقوى ونرتقي باخلاقنا ومبادئنا الاسلاميه لنكون نموذجا وقدوه لغيرنا حتى نكون شهداء على غيرنا من الأمم كما ارادنا الله سبحانه وتعالى.