حرصت المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله على خدمة الحرمين الشريفين وقاصديها من معتمرين وحجاج وزوار ، وعملت على توفير الأمن والطمأنينة لهم ، منذ وصولهم لأراضي المملكة وحتى مغادرتهم لها ، وبرز الاهتمام والعناية بضيوف الرحمن من خلال الأنظمة والإجراءات التي يتم تحديثها وتطويرها ، إضافة للمشاريع التي يتم تنفيذها ، والتي تمثل في مجملها أعلى تكلفة على مستوى العالم.
والمتابع للخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ، وقاصدي مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يلحظ أن الاهتمام بهم لا ينحصر بتنفيذ المشاريع بل يتجاوزها إلى تسهيل الإجراءات على ضيوف الرحمن لأداء نسكهم ، وهذا مارايناه في مبادرة ( طريق مكة ) التي أطلقتها وزارة الداخلية ، فمن خلال هذه المبادرة يستطيع حجاج خمس دول هي ماليزيا ، اندونيسيا ، باكستان ، بنجلاديش ، المغرب ، إنهاء جميع إجراءات سفرهم من دولهم ، وإجراءات قدومهم في دولهم من خلال موظفين سعوديين تم انتدابهم بمطارات هذه الدول بحيث يصل الحاج إلى المملكة وكأنه برحلة داخلية.
وأبرز روبورت توزيع المصاحف على الحجاج داخل المسجد الحرام، خلال تأديتهم لطواف الوداع ، خدمة أخرى من الخدمات التقنية التي تم إدخالها في موسم حج هذا العام ، فهو يمتاز بسهولة التنقل بدون علامات، وكذلك الدقة في الحركة وتحديد المواقع حيث يستخدم نظاماً ملاحياً تلقائياً مزدوجاً (سلام)، ولديه مستشعر ثلاثي الأبعاد لتجنب الاصطدام بالحواجز والأشخاص، كما يمكن التفاعل مع الروبوت باللمس، لمدة تتجاوز (12) ساعةً، من خلال بطارية قابلة للاستبدال في أي وقت، يستغرق شحنها حوالي أربع ساعات، ويبلغ وزن الروبوت 59 كجم، وسرعة 1.2-0.5م/ثانية (يمكن التحكم بها)، ويتحمل الروبوت 10 كجم، ويصل الحد الأعلى إلى 40 كجم، ويبلغ أبعاد الروبوت 565*537*1290 مم.
أما إن تحدثنا عن المشاريع المنفذة فإن الوقت لا يتسع لذكرها لكن سأورد مثال واحد متمثل في طريق المشاة بالمشاعر المقدسة والرابط بين عرفات ومنى مرورا بمزدلفة والذي يمثل أطول طريق مشاة على مستوى العالم بطول يبلع 25 كيلو متر ، وتم استخدام الإسفلت الخافض للحرارة في سفلتته والذي يسهم في تخفيض درجات الحرارة من 20 إلى 15 درجة مئوية، ويتم تسجيل درجات الحرارة كل 10 ثواني من خلال حساسات تم وضعها تحت الإسفلت.
ورأينا في موسم حج هذا العام تجربة الهيئة العامة للنقل باستخدام السكوتر الكهربائي ، لتحسين تجربة الحجاج وتسهيل تنقلاتهم أثناء تأديتهم للشعيرة ، وبما يضمن تقليص مدة التنقل خلال نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة ، حيث تسهم هذه الخدمة الجديدة باختصار الوقت إلى 15 دقيقة بدلًا من ساعة أثناء سيرهم مشيًا على الأقدام بين المشعرين، وجرى تخصيص مسارات محددة لهذه الخدمة لتسهيل استخدامها والحفاظ على سلامة الحجاج أثناء استخدامهم لها.
كما تابعنا ما قدمته شركة مطوفي حجاج تركيا وحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا ، بتوظيف التقنية في إقامة الخيمة الذكية في المشاعر المقدسة التي تنقل الحجاج في رحلة افتراضية إلى مكة المكرمة في الماضي ، ورحلة أخرى إلى جبل الرحمة ، بهدف إثــراء رحلة الحاج.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com