مازلنا نتحدث عن التربية بأنها سلوك يمارسه الفرد في حياته ويتحكم في تصرفاته وتظهر علاماته عليه في تعاملاته مع المحيطين به والذين يحتك بهم في حياته. ومن أعظم العلامات والأمارات التي تدل على حسن تربية الفرد هي حفظ الإنسان لجوارحه وكفها وضبطها والاتزان فيها.
قال تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء /36 ، وقال تعالى : ( قل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ماتشكرون ) الملك /23 ومن أعظم الشكر حفظ هذه الجوارح والحواس عن كل مايغضب الله عز وجل.
فمن حفظ سمعك وشكر نعمته ألا تنقل كل ماتسمع وألا تستمع لما منع عنك ولا تتصنت على خلق الله ، ولا تتبع كل مايقال وكأنك موكل بسماع أقوال الناس وأحاديثهم.
ومن حفظ بصرك وشكر نعمته ألا تطلق له العنان في كل شيء حلالا وحراما ، فإن أعظم الشكر لنعمة البصر حفظها عن كل ما يثير الغرائز من شهوات وشبهات تؤثر على تصرفات الجسد وتحرف الفرد عن الطريق المستقيم.
والفؤاد هو القلب وهو محل الصلاح ، والحفاظ عليه هو الوقاية من كل الشرور ، قال صلى الله عليه وسلم عنه : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد ألا وهي القلب ) . فكيف يحفظ الفرد قلبه ويؤدي شكر الله على هذه النعمة ؟.
أولا : يكون ذلك بحفظ القلب من الشرك والريب في دين الله ، فلا يكون في قلب الفرد معبود إلا الله عز وجل ، وأن يعظم الله سبحانه وتعالى ويوقره ويجله ويعبده حق عبادته بما شرعه سبحانه للإنسان في عبادته.
ثانيا : أن يسلم القلب من أمراض الغل والحقد والحسد على عباد الله ، فكلها من الأمراض التي تؤذي القلب وتؤثر على تصرفات الجسد ، ولذلك فإن حفظ القلب هو حفظ لسائر الجسد والعجب والكبر والخيلاء من الأمراض التي تفسد القلوب وتغير عمل الجوارح.
حافظ على قلبك وتذكر دائما قول الله عز وجل : ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) ومن أعظم الشكر لمن أوجد هذا القلب في الجسد أن يكون سليما من كل مايؤذي الجسد وما يؤذي غيره.
احفظ جوارحك يجلّك ويقدّرك من يراك.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com