من عادتي بالسفر الحرص على التقاط العديد من الصور للمواقع التي أزورها و احتفظ بها لأستعيدها بعد زمن ، استرجع لحظات جميلة عشتها ، أو ذكريات أرغب بأن أعيشها مجدداََ ، أو معلومات أحب العودة إليها حينا بعد حين.
ويلومني مرافقي دوما لشغفي بالتصوير والتقاط الصور بدعوى ضرورة الاستمتاع باللحظة، ولا يعلمون أن اللحظة بإمكاني أن أعيشها الآن وأعود إليها بذات الزخم وذات الوهج حين أشاهد لقطاتي بعد حين.
وأيضا رغبة لنشر المعلومة والفائدة ، و التعريف بمواقع قد يرغب أحدهم باستكشافها أو التعرف عليها ومن هنا أعود بكم لنحو أربع سنوات مضت حين زرت مدينة لوس انجلوس على الساحل الغربي الأميركي -المدينة الحلم – الذي داعب خيالاتنا منذ الصغر بعالمه المدهش.
ومن المعالم الشهيرة فيها مرصد غريفيث الفلكي الذي تجولت فيه لساعات وددت لو أنها لا تنتهي يعد المرصد الفلكي غريفيث Griffith من أكبر وأهم مراصد الفضاء في العالم ، افتتح عام ١٩٣٥ م وهو ثالث قبة سماوية في أميركا.
يقع مرصد غريفيث بمنتزه غريفيث وسط مدينة لوس انجلوس -كاليفورنيا – ، و يطل على المنحدر المواجه لجبل هوليوود جنوبا ، حيث يستطيع مرتادو المتنزه رؤية مشهد اعتدنا على رؤيته في السينما الأميركية وخاصة في الأفلام المنتجة بهوليود ألا وهو اسم “هوليود” مكتوباََ بأحرف كبيرة باللون الأبيض من تلك المسافة بوضوح.
الدخول للمرصد مجانيا منذ افتتاحه ، وفقًا لإرادة جريفيث ج. غريفيث ، وهو المتبرع الذي سمي باسمه . حيث تم إنشاء المنتزه سنة 1896 بعد ان تبرع الصحفي «جينكينز غريفيث» بالأراضي التي يملكها للبلدية منذ أكثر من قرن، وبلغت مساحتها 3,015 أكر (12.20 كـم2) وذلك من اجل جعل المتنزه متنفسا ومكانا ترفيهيا لسكان لوس أنجلوس حيث قال عبارته الشهيرة:
“المدينة الكبيرة تحتاج الى متنزه كبير ” الى جانب ذلك تبرع بالأموال ليساهم في بناء المرصد وقاعة عرض وقبة سماوية على الأرض المتبرع بها ، كما شارك في وضع تصورات البناء ونمطه ، و أراد أن يكون علم الفلك متاحا للعامة وليس فقط للعلماء.
و توفي غريفيث جنكينز غريفيث عام ١٩١٩م عن عمر يناهز 69 عاماً يتمتع مرصد غريفيث الفلكي بطراز معماري جميل و مميز بقباب تجعل منه واجهة فنية، وسط القاعة الكبرى نجد البندول العملاق ، و يحتوي العديد من القاعات و الأقسام المتضمنة الكثير من المعلومات الفلكية ، وأسماء علماء الفلك مسجلة على الاعمدة و على أرض المرصد، إلى جانب مجموعة من المعارض الفضائية والعلمية المتخصصة و عن المجموعات الشمسية و الكواكب والنيازك وصخور من الكواكب والتجارب الفلكية والفيزيائية ، بما في ذلك القبة السماوية والتلسكوبات العامة ، والجداريات المزينة بالنجوم ، و مجموعة التذكارات التي تمثل أشكال النجوم من نياشين و بروشات و دبابيس زينة ، ويوفر من خلال شرفاته الفسيحة المتدرجة إطلالات بانورامية على وسط مدينة لوس أنجلوس وهوليوود والمحيط الهادئ.
تم استخدام المساحة كموقع لتصوير عشرات الأفلام، والبرامج التلفزيونية كما تم استخدام القبة السماوية في تدرييات الملاحة الفضائية كما تم في الستينيات استخدامها لتدريب رواد فضاء برنامج أبولو على أولى الرحلات القمرية.
يجتذب المرصد عددا كبيرا من الزوار بلغ الملايين منذ افتتاحه بتاريخ 14 مايو 1935 حتى اليوم ، حيث يزوره السياح فضلا عن طلاب المدارس والباحثين والعلماء.
بعد الانتهاء من زيارة المرصد يمكنك استقطاع وقت خاص للتمتع بالهدوء و بالمشاهد الخلابة حوله والحدائق الملحقة به و الإطلالات المتميزة . والتقاط الصور التذكارية التي لن تنساها خاصة ما قبل الغروب . و التمتع بالجو اللطيف ليلا حيث يمكن مشاهدة النجوم بوضوح في سماء لوس انجلوس والجو صحوا.