كشف معالي المستشار بالديوان الملكي ، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشتري ، انه ليس كل يهودي هو ” اسرائليا ” محذرا في ذات الوقت المسلمين من اتباع الاشاعات والدعايات المغرضة.
جاء ذلك عقب اجابة الشيخ الدكتور سعد الشتري ، على سؤال لاحد المستمعين في برنامج “فتاوى” الذي يبث “مباشر ” الساعة الواحدة ظهرا من كل يوم جمعة اسبوعيا ويذاع عبر موجات محطة اذاعة الف الف fm وهو من اعداد وتقديم الزميل الاعلامي الدكتور فارس بدر جمّال، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة ، وعضو جمعية تحفيظ القران الكريم ايضا بمحافظة جدة.
حيث علق الشيخ الدكتور الشتري على سؤال احد المستمعين ، في سياق اسئلتهم في حلقة يوم اول امس الجمعة 1444/01/14 حول التوجيه والايضاح عن كيفية تعامل المسلم مع من يحمل الديانة (اليهودية) اذا زارنا او تواجد في المملكة العربية السعودية.
حيث قال الدكتور سعد الشتري : ان على المسلم ان يسير في هذه الحياة على توجيهات الوحيين ، كتاب الله الكريم (القرآن) وعلى سنة نبيه المصطفى صل الله عليه وسلم ويتبعهما ، محذرا المسلمين من الانخداع وراء الدعايات والاشاعات المغرضة ، مؤكدا المعول عليه والمرجع هو كتاب الله العظيم والسنة النبوية المطهرة ، على صاحبها افضل الصلاة واتم السلام ، مستشهدا بقوله تعالى 《 وما اتاكم الرسول فخذوه ، ومانهاكم عنه فانتهوا 》 الآية ، وقوله عز من قائل 《 فاذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ، ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرا واحسن تأويلا 》 الآية. واضاف الشيخ الدكتور سعد الشتري ان الناظر في سيرة النبي صل الله عليه وسلم عندما قدم الى المدينة المنورة، بعد الهجرة النبوية ، تعامل مع اليهود ، حيث كان من شأنه صل الله عليه وسلم، انه وضع الاتفاقيات بينه صل الله عليه وسلم وبين قبائل اليهود التي كانت تسكن في المدينة المنورة ، وايضا كان من شأنه صل الله عليه وسلم ، ان يتعامل مع هؤلاء اليهود ، من حيث البيع والشراء ، والذي استمر ذلك الى آخر حياته صل الله عليه وسلم، حيث انه لما توفي المصطفى صل الله عليه وسلم ، كانت درعهوا مرهونة عند احد يهود المدينة المنورة ، في شعير اشتراه منه صل الله عليه وسلم في ثمن مؤجل، وهذا ما كان من شأن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ، في ان يتعامل معهم (اليهود) حيث ان بعض اليهود كانت بيوتهم بجوار بيوت الرسول صل الله عليه وسلم وحوله ، وكانت بينهم زيارات ، وقد أجاب الرسول صل الله عليه وسلم دعوة بعضهم ، وكان بينه صل الله عليه وسلم وبعضهم مناقشات ومحاورات.
وبين الشيخ الدكتور سعد الشتري ، ان وجود التعامل بين الرسول صل الله عليه وسلم مع يهود المدينة المنورة ، قد تواترت في السيرة النبوية المطهرة ، بذكر روايتها ، حيث قال الله تعالى 《 ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم 》 حيث يتبين من هنا يجب على الانسان ان يتقرب الى الله – سبحانه وتعالى – بالاحسان الى عموم الناس، سواء كانوا من اليهود ، او من اي ديانة آخرى كانوا عليها ، قال تعالى 《 ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربا 》الاية . وكما قال الله عز وجل مذكرا في طيب المقال 《 وقواوا للناس حسنا 》وهنا نجد ان لفظ《 قولوا للناس 》 هو لفظ عام تشمل الجميع من الناس، وبالتالي ان على الانسان ان يتقرب الى الله عز وجل بالاحسان في التعامل مع جميع الناس.
وكشف الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشتري ، بان هنالك من الناس ، من يحاول ان يوحي بان كل “يهودي” يعتبر هو اسرايلي؟!! وهذا ليس من الامور الصحيحة ، وليس من المفاهيم الصائبة ، واضاف الشيخ الدكتور الشتري ، بان على الانسان ان يلتزم في التعامل ،بهذه التعليمات وبهذه الادآب ، والتي وردت في الشريعة الاسلامية ، سواء من حسن المنطق والكلام الجميل ، فالكلمة الطيبة صدقة، كما اخبر بذلك الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ، وايضا الوفاء بالعقود ، كما قال تعالى 《 يا ايه الناس اوفوا بالعقود 》 الاية ، وكذلك المساعدة لمن يحتاج المساعدة منهم ، او غير ذلك من الاشياء والامور التي ترغب فيها الشريعة الاسلامية المطهرة ، وتحث عليها ، مؤكدا ان ذلك هو باب من ابواب الاحسان ، على الانسان ان يتقرب بذلك الى الله – عز وجل – في الاحسان في التعامل مع الجميع ، ليكون بذلك نموذجا حسنا ، ويكون ايضا دعاية صحيحة ، للتعريف بدين الاسلام ، واثره على المسلم في حسن التعامل مع الآخرين ، أيا” كانت دياناتهم.