بقلم – عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
وفقاً لما ورد في تعريف الهاشتاق Hashtag في محركات البحث الإلكترونية هو عبارة عن : “رمز لمشاركة الكلمات الرئيسية على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي كموقع تويتر وغيره من المواقع الأخرى، ويستخدم الهاشتاق مع كلمة أخرى به وذلك بهدف تسهيل الوصول إلى تلك الكلمة من قبل المستخدمين الآخرين. ويوجد رمز الهاشتاق ( # ) في قائمة لوحة المفاتيح”. والهاشتاق ظاهرة عالمية لا يكاد يخلو أي بلد منها؛ للتعليق العام على مجمل القضايا الهامة، والأحداث الطارئة، ومختلف الظواهر الاجتماعية، إضافة إلى التعليق على بعض التفاهات وما أكثرها في هذا الوقت الحاضر وتحديداً من مشاهير الغفلة. وما أكثر الكلام الذي ينطلق حاليًا في كل ما هب ودب بلا انتفاع ولا انتقاء وفعلاً كما قيل في المثل قديماً “بعض الكلام يقول لصاحبه دعني”.
والحقيقة أكاد أتعجب كثيراً من جنون وشعف بعضا من الناس ومطاردتهم العجيبة للهاشتاقات اليومية وإبداء الرأي في كل المجالات سواء في المجال السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو في المجال الرياضية، وغيرها وإعطاء أحكام بعيدة وغير دقيقة في كل صغيرة وكبيرة على حد سواء فلا هو صراحةً بالمتخصص المتمكن، ولا هو بصاحب خبرة مشهود له بالتجربة الناجحة في الحياة، ولا هو من أصحاب المشاركات الإعلامية المتميزة في القنوات المحلية أو العالمية فالمهم كل المهم فقط الإدلاء بالأحاديث الجوفاء والفارغة وحتى تكتمل الحبكة أمام المطلعين يستعين ببعض جهات الدعم الإلكتروني؛ لإعادة التغريدات، أو وضع علامات الإعجاب. ولا أعلم إلى ماذا يريد أن يصل بمثل هذه التصرفات غير اللائقة؟ ومما يزيد الطين بِلة إذا كان رأيه لا يؤثر من قريب أو بعيد وهنا وبلا شك سيصبح مجال للتندر في المجتمع فالناس قد تحتاج بعض الأحيان إلى مثل هؤلاء السذج؛ للترويح عن النفس .
إن من المأمول من أي إنسان عاقل ومحترم أن يدرك أن ليس من المفترض من أي شخص أن يبدئ رأيه في كل وقت وحين، وفي كل شاردة وواردة وخاصة وأن هناك جهات مختصة في الدولة _ وفقها الله_ لديها كامل الاطلاع والمعرفة إضافة إلى حسن التصرف، والخبرة اللازمة؛ تستطيع من خلالها الرد المباشر وبكل حزم وقوة وإتقان على الآراء العدائية المتباينة. وأيضاً من المهم جدا أن لا يتحدث في كل ما يعرفه ومالا يعرفه وهنا المحزن إلا في بعض الحالات الاستثنائية الطارئة وخاصة في حال حدوث هجمات من جهات معادية ضد الدين القويم، أو هذا الوطن الغالي، أو ضد الشخصيات الاعتبارية فهنا يجب على جميع أصحاب الحسابات الفاعلة في تويتر، وغيره الدفاع عن المبادئ الراسخة، والقيم النبيلة التي يؤمنون بها. ونهمس قليلاً بسمع هذا المشعوف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :” كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمِع” أو كما قال عليه السلام .