عجبت من بعض ألبشر الذين يقال عنهم “اهل العقل” تجدهم ينصحون ويوجهون، أهدافهم نبيلة، ايجابيتهم رائعة وخاصةً لمن يلجؤن اليهم شاكين لهم أي امرٍ سواء أكان عائلياً او من الصحبة او من الزملاء أو اي امرٍ من امور الحياة.
وألادهى أنك تجد هؤلاء الناصحين يحذرون من عقاب الله ويأمرون بالاتزان. وتسمع منهم تحليلات رائعة جداًً وتوجيهات كلها من وحي الاسلام وما امرنا به وهذا أمر في قمة الجمال ، تتمنى أن تقبل رأسهم حباً وتقديراً.
ولكن للأسف تجدهم في حياتهم كأنهم جاهلون أو يتجاهلون ما امر به المولى عزوجل أو ما ارشدنا اليه نبينا عليه الصلاة السلام و ينقلب الحال من العقل الى الجهل، فيغلبهم الشيطان جراء تعنتهم وحقدهم وتعاليهم وعدم مبالاتهم، وألاسوء أنهم يتجاهلون مَنْ امامهم سواء أكان اباً أو اماً وماذا سيصيبهم اذا نالوا غضبهما. أو كان أخاً او أختاً ماذا سيحصلون عليه من قطيعة رحم جراء الاسلوب الناتج من تصرفات الناصحين.
ولاننسى أن الزوج ورضاه وطاعته في غير معصية الله واجبة لدرجة انه لاينام وهو غضبان على أهله. وكذلك الزوجة يجب مراعاتها وعدم اهمالها و منحها كل الامكانات المتوفرة قدر المستطاع . ولا ننسى الابناء وحقوقهم على والديهم من مراعاتهم لان تركهم واهمالهم والتفرقة بينهم لها عواقب وخيمة على نفسيتهم ومما يؤثم عليه الوالدين.
اين هم هؤلاء الناصحين من انفسهم ؟ لماذا لا يعكسون نصائحهم على ذاتهم؟ هل لايرون انفسهم ؟ هل وصلوا الى درجة الكمال و انهم على طريق الصواب وبالتالي ليس عليهم مراجعة انفسهم او افعالهم وأقوالهم؟.
هؤلاء هم من ذكرهم رب العباد في كتابه العزيز حيث قال تعالى:
(۞ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )(44)سورة البقرة .
وقال سبحانه وتعالى فيهم في سورة اخرى
۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )(2)
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)
سورة الصف.
وهناك احاديث كثيرة نذكر منها التالي:
عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مررت ليلة أسري بي على قوم شفاههم تقرض بمقاريض من نار . قال : قلت : من هؤلاء ؟ قالوا : خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟
لذا كان علينا الرقي في تعاملاتنا ، ولاننسى ان “الملافظ سعد”وأن “حسن المعاملة” قمة السعادة فهي مفتاح الكثير من القلوب، وكذلك الاعمال الظاهرة والخفية فهي تعكس نفسية كل انسان و اساسه و مراده سواء كانت المعاملة عند عامة البشر او خاصتهم ، فلا ينبغي امام العامة تصنّع المثالية والبراءة ومع البعض الآخر العكس سنصل الى درجة الكذب والنفاق ….الخ اجارنا الله جميعاًز
ومما يحيرنا البعض تجدهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي رسائل لا تحصى كلها نصح مراعاة الوالدين و حب الاخوان و الاخوات والتنازل للأحباب ومراعاة حقوق الجار والصفح و التسامح مع المسلمين …. الخ وللأسف تجدهم في الاتجاه المعاكس لا يتقيدوا من هذا الكم الهائل من رسائلهم حتى الى 50٪.
ونسأل الله أن نكون من الناصحين لنفسنا اولاً و ان ندرك مقاصدنا وافعالنا واقوالنا وهو الاهم كما نسأله أن ينور البصر والبصيرة للجميع، وان لا نكون من المغضوب عليهم، وان يجعلنا جميعاً هداة مهديين لا ضالين ومضلين.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وعل آله وصحبه اجمعين.
للتواصل مع الكاتب k8906@hotmail.com