
الخطاط والشاعر وخبير التراث والمخطوطات والكاتب والمؤلف وليد عبد الكريم الاعظمي يرحمه الله عندما اردت البدء في سرد ذكرياتي بدات مع شخصيات متنوعة بثقافاتها الفنية والدينية والتراثية والتشكيلية والرياضية ومواهب اخري فاني اخترت اعز استاذ ذاع صيته بلاد الاسلام بشعره الاسلامي وخطه الجميل وتاليفاته التي خدمت الاسلام والمسلمين منذ الخمسينات من القرن الماضي حيث كانت بداية معرفتي من انسان عايشته زمن لم اعايش شخص مثله لسمو اخلاقه وتواضعه وما يحمله من فنون متنوعةوالتي تعلمها وعلمها للاخرين انه ابن الاعظمية وكبير وجهائها وشاعرها وخطاطها وحامي تراثها ومدير جمعياتها الخيرية الحافظ لكتاب الله الصديق المخلص لوالدي الشيخ عبدالرزاق الصانع يرحمه الله منذ اواسط القرن الماضي.
ولد الشيخ وليد الاعظمي في الاعظمية عام ١٩٣٠م تعلم الخط والزخرفة على يد الخطاط التركي الشهير(ماجد الزهدي) يرحمه الله نال اجازة الخط من خطاط المسجد الحرام محمد ابراهيم ونال اجازة اخرى من الخطاط محمد ابراهيم الكردي خطاط الحرم المكي يرحمه الله حصل على اجاز ة الخط العربي من الشيخ امين البخاري خطاط كسوة الكعبة تعلم اصول قواعد الخط العربي على يد استاذي هاشم البغدادي يرحمه الله حيث لازمه عدة سنوات تعلم علوم القران الكريم وحفظه على يد الملا عبدالحميد الكردي احتضنه الشيخ احمد الصواف في الشعر والخطابة ولانستغرب من شباب الاسلام من اندونيسيا الى المغرب غربا وهم يتغنون بقصائدة الاسلامية فسيرته العطرة تفيض اوراق الكتب في ذكرها وتمتلئ الرفوف عند حملها ويقول الكاتب عبدالله الصانع.
لقد تعرفت على الخطاط وليد الاعظمي عام ١٩٦٧م عند بداية دراستي ببغداد في معهد الفنون الجميلة لاني اسكن في مدينة الاعظمية لطيب اهلها حيث ان سكني قريب من مكتب الخط الخاص بالخطاط وليد الاعظمي والمقابل للمكتبة الاسلامية حيث اقضي فراغي في مطالعة الكتب وبعدها اتدرب عند الخطاط وليد لقربه من المكتبة كل مساء فقد وافق على تدريبي قواعد الخط بعد ان علم انني ابن صديقه والدي ابوقتيبة يرحمه الله وكنت اشارك الخطاط وليد في دراسة التجويد عصرا في جامع ابي حنيفة وكان استاذنا الشيخ العلامة عبدالقادر الخطيب رئيس رابطة علماء العراق انذاك وفي المناسبات الدينية كان الشيخ وليد يغرد بقصائده الدينية ليلهب الجميع باشعارة الاسلامية اتذكر افتتاحية احدى قصائده ليقول فيها(المجد بيومك مولده والفتح بك امتدت يده )الى اخر القصيدة ان ماذكرته في مقالي هذا انما هومختصر المختصرلسيرة هذا الرجل فقد توفي الشيخ وليد الاعظمي يوم السبت ١محرم عام ١٤٢٥ه عن عمر يناهز ٧٤ عاما رحم الله خطاطنا شاعر الاسلام وادخله فسيح جناته امين.