في احد الايام وكعادتي كنت اتجول في حساباتي في مواقع التواصل لكي ارى مستجدات المشاركات وماوصل اليه العالم من احداث جديده ومعطيات معلوماتيه تثري معرفتي فاستوقفني مقطع لاحد مدربي التنميه البشريه بكلام جميل جدا يبث في النفس ايجابية التغير ويمهد لخارطة طريق محفزه للعوده من منطقة التبلد والخطأ والثبات على الخطأ نعم هناك امور حياتيه اكتشفنا انها خطأ ويجب ان نغيرها ولكننا اقنعنا انفسنا انها لاتتغير بسهوله وان تصرفنا تجاهها سيكلفنا الكثير من الجهد والوقت بل والاشخاص في بعض الاحوال.
ولكني وجدت في نظرية الربع درجه طريق ممهد وسهل وهادئ للخروج من النفق دون اي خسائر وعلى صغرها الا ان تراكمها يحدث التغير . يقول مدربنا الجميل انه درس هذه النظريه الربعيه في امريكا وبالتحديد من دوره اخذها على يد القائد السابق للقوات المشتركه ابان حرب الخليج شوارسكوف الذي تحول لمنظر يعطي محاضرات ودورات في التنميه البشريه لكي يفيد مجتمعه من تجاربه المهنيه والحياتيه يقول اي شوارسكوف انه كان في جوله تفقديه لاحد البوارج البحريه وكان على متن البارجه عندما ابحرت بساعه تقريبا يسمع قائد البارجه يوجه الملاحين في غرفة القياده بقوله ربع درجه لليمين ويكررها عدة مرات.
واستمر على ذلك لاكثر من ساعه تقريبا فاخذ الفضول من شوارسكوف ماخذا عميقا وانتظر الفرصه المناسبه لتوجيه سؤاله لقائد البارجه اثناء تناولهما طعام الغداء لماذا كنت تكرر جملة ربع درجه لليمين لفتره غير قصيره وعلى الفور اصطحبه القائد الى غرفة التحكم والسيطره واوقفه امام الشاشه وشرح له ان اتجاه البارجه كان الى الشمال والان اصبح الاتجاه الى الجنوب اي عكس الاتجاه وسأل قائد البارجه شوارسكوف هل شعرت ياسيدي باننا اخذنا الاتجاه العكسي لوجهتنا الاولى فقال له ابدا وهكذا حياتنا وامورنا الحياتيه التي نكتشف مع مرور الوقت اننا نسير فيها بالاتجاه الخطأ ونخجل من العوده لكي لانجابه بالانتقاد وكما اسلفت ربما خسارة اشخاص او مواقف عندما نعود بشكل فجائي وسريع ولكن النظريه الربعيه توفر لنا العوده الهادئه وبكل اطمئنان كمثال التعود على قراءة صفحتين من القران الكريم يوميا وقراءة حديثين من صحيح البخاري ومسلم وممارسة الرياضه لنصف ساعه وكذلك مهاتفة اثنين او ثلاثه من الاقارب يوميا التصدق لو بالقليل على المحتاجين يوميا كل هذه التصرفات هي بمثابة ربع درجه لليمين ستجد نفسك ايه الانسان في نهاية الشهر تحولت مائه وثمانون درجه نحو الاتجاه المعاكس لاتجاهك الخاطئ وستجني نتاج الربع درجه النجاح بالدرجه الكامله وقس على الامثله التي اوردتها لك مايشابهها في حياتك فلكل منا اخطاءه التي يجب عليه تعديلها بربع درجه لليمين فهل نقدر.
كلمتين ونص.
لاتستهين بعمل الخير مهما قل حجمه او مقداره فالخير فوق الخير يكون جبال من الخيريه وربع درجه تضاف لربع درجه تكون نصف درجه فلا تستقل الارباع.
للتواصل مع الكاتب aluamdah9 سناب