هل حقاً نحن مواطنون وماذا تعني لنا المواطنة والانتماء. عندما يراجع الإنسان نفسه ويقارن بين قيمة الوطن وبين عطائه له وجهده في رفعته وعزته وأن يكون وطنه الأسمى والأعلى بين الأوطان، يقارن بين ما يبذله في إخلاصه لوطنه وبين قيمة هذه الأرض التي يعيش عليها ويتنفس هواءها ويسير على أرضها ويتظلل بسمائها. يقارن هذا الجهد الذي يبذله في عمله والتعب الذي يحصل له من غدوه ورواحه على ما كلف به من عمل وبين الأمن الذي يعيشه والراحة النفسية التي يحسها لأنه يعيش على أرضه ، وينظر هل هو حقاً أدى ما للوطن عليه من حقوق؟ لينظر كل منا في أي موقع يعيش فيه على أرض هذا الوطن أو أي جهة يعمل فيها حكومية كانت أو خاصة ينظر عن مدى تأثير عمله في رفعة هذا الوطن. ينظر إلى مدى تأثير عمله في أمن هذا الوطن. ينظر إلى مدى تأثير عمله في استقرار هذا الوطن حتماً سيجد أنه مؤثر في كل ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. إخلاصك في عملك هو أولاً إرضاء لله عز وجل ثم هو ثانياً حق تؤديه لوطنك الذي تنتمي له.
لو أخلص كل منا في عمله لشارك في عز هذه البلاد الطاهرة ولشارك في نمائها وحفظ ثرواتها وفي حفظ مقدراتها وفي بنائها وسيادتها وريادتها. اسال نفسك هل يوجد لديك انتماء حقيقي ومعناه بذل المستطاع من الجهد واستفراغ الطاقة ليكون وطنك منارة للأوطان، ليكون وطنك قمة بين الأوطان، ليكون وطنك رمزاً للتقدم والازدهار والرقي. لكن لنقف عند من يمنّ بعطائه على وطنه أو من يساوم على جهده مع وطنه. هل هذا لديه انتماء حقيقي؟ هل هذا مواطن حقيقي عرف ما للوطن من حقوق؟ الجواب لدينا هو وقفة صادقة مع أنفسنا. هل بلاد الحرمين كباقي البلدان؟ هل بلاد الحرمين تستحق أن نساوم على عطائنا لها؟ هل شعر مواطنو بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية بقيمتها وبذلوا جهدهم لرفعتها وعملوا على أن تكون مركزاً يشع منه النور والسلام والتقدم والازدهار؟!. هذا ما أردت. ودمتم سالمين.