نسيت فتخطيت
مرت الأيام سريعاً، وتلك الأيام التي كنت أخشاها لقد رحلت، رحلت دون أن أسأل كيف رحلت؟ ومتى رحلت؟ كانت تلك الأيام العائق الأكبر لي، كم كانت تجعلني أسهر كثيراً، أبكي كثيراً، حتى أنني فقدت الشغف في الدراسة أو الكتابة، فقد تأثرت كثيراً. كنت دائماً أضع لها في المقدمة مكان، وبالعقل رؤية، وفي القلب حب كبير لها، كنت أعجز دوماً بأن أفارقها، حيث أنها سلبت مني إبتسامتي وأصبحت متصنعة ، لم تكن صادقة ، أصبحت أخشى كل شي، ولو تعلمون أنني كنت أخشى حتى الخروج من غرفتي وأن أواجه أمي وأخبرها عنها؛ لأنها أخبرتني مسبقاً بأنها ليست صالحةً لي، ولكن ماذا يفعل ذلك الكلام عندما كنت مهووسةٌ بها، كنت لا أطيق الثانية بدونها، وأعجز عن الصبر بدونها، ولا حتى حياتي تسير بطريقٍ سليم بسببها. كلما أتذكر أنني كنت أعجز عن نسيانها، عندما كنت أستيقظ دوماً بصوت يناديني من الداخل، يخبرني بأن لا أكمل.
طريقي معها، بأن لا أمشي معها، بأن لا أحادثها أبداً، أتألم كثيراً، فكان لا يهون على قلبي تلك عشرتنا، وذلك الحلم الذي بنيناه سوياً، وكيف تلك الأحضان أصبحت كاذبة بيننا. وأصبحت حتى كل الكتابات عنها! لذلك لم أكن أطيق أن أمسك القلم وأن أكتب، لم أعد أطيق أي فعلٍ أقوم به، فأصبح يذكرني فيها. لو أنني أنساها يا الله، طفح الكيل! لم أعد أستطيع أن أعود لمجرى حياتي السابق، كيف سأسير؟ كيف سأتخطاها، أو بالأصح كيف سأتخطى من كانت الأمان لروحي، أتخطاها وأنا كنت أبكي ليلاً ونهاراً، حتى أن كل أحاديثي أصبحت عنها فجأة، وكل أحلامي أصبحت عنها. أستيقظ دوماً من تلك الغفلة وأقوم بالبكاء مراراً وتكراراً. الأسوأ من ذلك أنها كانت لا تعيرني اهتماماً قط! ولم أكن بحسبانها أبداً، فقد كرهتني دون سبب، وأصبحت تخبر الجميع عني بمساوء ليست بي فكرهني الجميع وتبّقى منهم القليل.
نظرت إلى كرههم بزاوية مختلفة، رأيت أن من بقى معي هو من يحبني وهو من يثق فيني، ومن إبتعد عني فهو كان عبارة عن كذبة في حياتي، فلم أحزن كثيراً عندما رأيت تلك الزاوية. فأتت الأيام بعدها وأشرق ذلك اليوم، الذي ينتصر المظلوم دوماً، الذي يعده لك ربك ليسعدك فيه بعد تعب،ومشقة قبل النسيان، ولكن تخطيت! لأنني نسيت! عندما أتى فجر ذلك اليوم الذي أخبرني به العالم عن ندمه لما فعلوه من أجلي، فرحت كثيراً بأن العادل بين الناس لم ينساني، وأن الحكيم في إختياره إختارني ليختبرني بصبري، ليراني أنا المؤمنة التي ستصبر على ذلك الإمتحان لأنها تعلم بأن الله معها. وانتهت تلك القصة، التي كنت كثيراً أخشاها قبل نومي، والتي كنت أضيع فيها عند بكائي، والتي جعلتني أنهار دموعاً من شوقي لها، نعم إنتهت تلك المحنة أخيراً!.
لتواصل مع الكاتبة AlhjylyDanh@