
الكرم وهذا شيء مفروغ منه عادة متأصلة في الجزيرة العربية ومن أبرزها إكرام الضيف، وكانت هذه العادة لا يقف أمامها فقر الشخص أو عجزه، حيث إنه يُكرم ضيفه على الوجه المطلوب، وأن الشريعة الإسلامية حثت على صلة الأرحام وذوي القربى، ولكن للأسف في هذا الوقت نجد كثيرا من الناس أصبح بينهم فرقة وعدم صلة، بالرغم ليس هناك أي عداوة أو بغضاء، لكن السبب يعود إلى الخوف من تكلف الشخص، من خلال إعداده وليمة وتكلفة زائدة، فأحببت أن اتطرق في مقالي الشيء الغير مرغوب فيه الآن المفاخرة بتقديم الضيافة أفسدت فرحة اللقاء و أصبح التزاور هماً بعد أن كان سروراً، نعم لا ننكر إكرام الضيف واجب… ولكن ما أجمل أن تملئها البساطة والتواضع ، فالناس لم يذهبوا لبعض من مجاعة ليأكلوا ما لذ وطاب عندهم، ولذلك جعلت مقالي كجرس تنبيه فأقول: المفاخرة بتقديم الضيافة أفسدت فرحة اللقاء وأصبح التزاور هماً بعد أن كان سروراً.. ما أجمل البساطة والتواضع ، فالناس لم يذهبوا لبعض من مجاعة ليأكلوا ما لذ وطاب عندهم إنما ذهبوا للأنس ولكن البعض حول هذا الأنس والإخاء إلى تعب وهم وشقاء، وصدق من قال قابلني ولا تغديني.
ونتائج الكلفة أدت إلى غياب المتزاورون عندما ذهبت البساطة وطغت الكلفة، والدليل صاحب البيت يرهق أهله، ويفرغ جيبه من أجل زائر صديق وعزيز لم يكن يريد من وراء الزيارة إلا رؤية صديقه الغائب، أو تفقد قريبه.. لذلك قَلتْ طرق الأبواب، وتزاور الأصحاب، فهل عرفنا الأسباب.
إذاً كم ظلمنا أنفسنا وغيرنا عندما ضيعنا التزاور من أجل کرم مستعار !! ولكن خلها ببساطة الجود من الموجود ولا غياب مفقود، إذاً المحصلة النهائية من الكلفة الزائدة بأن نثبت للجميع، زوال الكلفة يزيد الألفة، نعم والله كم ظلمنا أنفسنا عندما ضيعنا التزاور من أجل كرم مستعار! أحبتي تبسطوا في الضيافة، فالزائر بيته مملوء من خيرات الله والمضيف نعرف أهله ِِكِراماً، جلسات الود مع الأحبة على ما تيسر بعيداً عن التنافس والتفاخر خير من تأخر البركة عن بيوت غاب عنها الضيف.
والهدف الأسمى من الزيارة واللقاء هو زيارة في الله والأنس بعد غياب، ولكن البعض حول هذا الأنس و الإخاء إلى تعب وهم وشقاء..فيا أحبتي إجعلوا شعاركم الضيف يأتي ورزقه معه وأفتحوا الابواب المغلقة.
وأخيراً صدق من قال: فعلاً لاقيني ولا تغديني ،هو مثل يقصد به حسن المقابلة والمجاملة و حسن المعاملة افضل من ان تستضيفني بوجه عابس وتضيفني بكل ما لذ وطاب فإن تطييب النفوس أجمل بكثير من تطييب البطون، ولذلك رحم الله من قال لاقيني ولا تغديني.
همسة.
وهنا أنتهزها فرصة مناسبة ومذكراً، من آداب الضيافة: عدم التكلف فوق طاقته، فالبعض يستلف مالاً كثيراً؛ لأجل المباهاة في إكرام الضيوف، بل يُقدِّم لهم في حدود الموجود عنده مع إكرامهم، ولا ينبغي أن يقلب المُضيِّفُ بيته رأساً على عَقِب لاستقبال الضيف، ويتجشَّم الكثير من النفقة، فإن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا ما يؤدي بالناس إلى كراهية استقبال الضيوف في البيوت.
للتواصل مع الكاتب 0505530539