الخروج المر!!
بقلم / عبدالعزيز الشرقي/ المدينة المنورة
أُحذّرُ كل مسؤول يعمل في الدولة بأن تقديره واحترامه الحقيقي سيأتي بعد التقاعد. فمن عمل بما يرضي الله، وقدم مصالح المواطنيين على مصالحه العامة، وفتح بابه لكل مراجع ومحتاج وطالب عون، وقابل الناس بدماثة أخلاق وحسن معاملة. فبشره بأن تقديره خارج العمل الوظيفي سيكون أضعاف تقديره وهو على الكرسي، وسوف يحظى بالحب الحقيقي والتقدير غير المشروط بطلبات ومصالح ذاتية.
أما الموظف الإمعة المغرور الذي جعل بينه وبين المواطنيين أبوابا موصوده، وسكرتارية وحرساً، وكل ما كلمه صاحب حاجة قال له: بعدين، وجعل عمله لشخصه ولأسرته ولأصدقائه، وتاجر بالكرسي مع التجار – يعني كل شيئ بحقه! فبشره بأنه بعد التقاعد لن يجد إلا التجاهل والاحتقار وعدم الاستقبال الذي تعود عليه، وإن الأكثرية سوف تنفر منه، وهذا نتيجة طبيعية لسلوكه الوظيفي، وهذا حصاد مر لعمله الذي لم يزرع فيه بذرة من خير، ولم يترك موقفاً أو عملاً لوجه الله.
قال الشاعر:
إن الوظائف لا تدوم لأهلها/
لو كان ذاك لدام فيها الأولُ
فابذلْ من الفعلِ الحميدِ صنائعاً/
يبقى لك الذكْرُ الرفيعُ الأجملُ..
للتواصل مع الكاتب 0505300081