كان هناك إحصائي لامع اسمه كورادو جيني وكان قلقًا للغاية بشأن رفاهية الناس في جميع أنحاء العالم وأراد أن يفهم الفوارق الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في مختلف البلدان. انطلاقًا من شغفه بالعدالة الاجتماعية، شرع جيني في مهمة إنشاء أداة يمكنها قياس وتصنيف البلدان بدقة على أساس عدم المساواة في الدخل. لسنوات، انخرط جيني في أبحاث مكثفة، ودرس مختلف الدول وتوزيعات دخلها. قام بتحليل البيانات، وفحص الاتجاهات الاقتصادية، واستكشف حياة الناس من جميع مناحي الحياة.
توصل كواردو الى مؤشر اسمه جيني, وأصبح معامل جيني، الذي سمي على اسم منشئه، مقياساً قوياً للتفاوت في الدخل لقد وفرت طريقة لقياس ومقارنة فجوات الثروة بين البلدان المختلفة. وقد استحوذ النهج المبتكر الذي تبناه جيني على اهتمام خبراء الاقتصاد، وصناع السياسات، والناشطين الاجتماعيين في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال معامل جيني، تصور جيني عالمًا يستطيع فيه القادة وصناع السياسات اكتساب رؤى قيمة حول التفاوت في الثروة داخل دولهم. وكان يهدف إلى إلهام التغيير الإيجابي من خلال تسليط الضوء على البلدان التي تعاني من أكبر قدر من عدم المساواة في الدخل، وحثها على معالجة القضايا الملحة التي تعيق التقدم والوئام الاجتماعي.
في حين أن معامل جيني يعد أداة مفيدة لتحليل الثروة أو توزيع الدخل في بلد ما، إلا أنه لا يشير إلى الثروة أو الدخل الإجمالي لذلك البلد. وتتمتع بعض أفقر بلدان العالم، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، ببعض أعلى معاملات جيني (61.3 في هذه الحالة). يمكن أن يكون لبلد مرتفع الدخل وبلد منخفض الدخل نفس معاملات جيني. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب القيود مثل بيانات الناتج المحلي الإجمالي والدخل الموثوقة، قد يبالغ مؤشر جيني في تقدير عدم المساواة في الدخل ويكون غير دقيق.
تُصنف جنوب أفريقيا باعتبارها الدولة ذات أدنى مستوى من المساواة في الدخل في العالم، وذلك بفضل معامل جيني الذي بلغ 63.0 عندما تم قياسه آخر مرة في عام 2014. ومع ذلك، في عام 2005، كان معامل جيني أعلى من ذلك، حيث بلغ 65.0. وفي جنوب أفريقيا، يملك أغنى 10% 71% من الثروة، في حين يمتلك أفقر 60% 7% فقط من الثروة. وبالإضافة إلى ذلك، يعيش أكثر من نصف سكان جنوب أفريقيا في فقر.
أعلى 10 دول ذات أعلى معاملات جيني (%) – البنك الدولي: جنوب أفريقيا 63.0, ناميبيا 59.1, سورينام 57.9, زامبيا 55.9, إيسواتيني 54.6, بوتسوانا 53.3, بليز 53.3, البرازيل 52.9, كولومبيا 51.5, أنغولا 51.3
أعلى 10 دول ذات أدنى معاملات جيني (٪) – البنك الدولي: النرويج 22.7, سلوفاكيا 23.2, سلوفينيا 24.0, بيلاروسيا 24.4, أوكرانيا 25.6, مولدوفا 25.7, هولندا 26.0, بلجيكا 26.0, أيسلندا 26.1, الجمهورية التشيكية 26.2
هناك أدوات وتدابير أخرى يمكن أن تكمل أو تقدم رؤى إضافية حول عدم المساواة في الدخل إلى جانب معامل جيني. ورغم أن معامل جيني يستخدم على نطاق واسع ومعترف به على نطاق واسع، إلا أن له حدوده، ومن الممكن أن تقدم الطرق البديلة وجهات نظر مختلفة بشأن توزيع الدخل. بعض هذه الأدوات تشمل:
1- نسبة بالما: تقارن نسبة بالما حصة الدخل التي يملكها أغنى 10% من السكان مع حصة أفقر 40% من السكان. وهو يركز على الحدود المتطرفة لتوزيع الدخل ويقدم لمحة سريعة عن كيفية توزيع الدخل بين الشرائح العليا والدنيا في المجتمع.
2- مؤشر أتكينسون: يقيس مؤشر أتكينسون عدم المساواة من خلال النظر في توزيع الدخل ونفور الأفراد من عدم المساواة فهو يخصص أوزاناً مختلفة للفروق في الدخل في مختلف أجزاء التوزيع، مما يعكس تفضيلات المجتمع للحد من عدم المساواة.
3- مؤشر ثيل: يحسب مؤشر ثيل عدم المساواة من خلال النظر في التفاوتات داخل المجموعة وفيما بينها. وهو يقسم عدم المساواة إلى عنصرين، ويلتقط عدم المساواة داخل المجموعات الفرعية وعدم المساواة بين المجموعات الفرعية، مثل المناطق أو الفئات الديموغرافية.
4- نسبة الدخل الخمسي: تقارن هذه النسبة متوسط دخل أعلى 20% من السكان (الخميس الأعلى) مع متوسط دخل أدنى 20% من السكان (الخمس الأدنى). ويقدم نظرة ثاقبة للاختلافات في الدخل بين المجموعات ذات الدخل الأعلى والأدنى.
5- مؤشر هوفر: يقيس مؤشر هوفر عدم المساواة في الدخل عن طريق حساب نسبة إجمالي الدخل التي يجب إعادة توزيعها لتحقيق المساواة الكاملة. ويركز على جانب إعادة التوزيع لعدم المساواة في الدخل.
الصورة توضح الفرق بين منطقتين في لوس انجليس او لوس انجلوس, منطقة فقيرة جدا ومنطقة فارهة الثراء, وجيني يحاول ان يصل الى نسبة دخل الفقراء الى الأغنياء, اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وارزقنا جميعا بالرزق الحلال الكافي الوافي.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com