
قبل لا ندخل في الموضوع مباشرة, دعونا نحوم حول الحمى لعلنا نفهمها وهي طائرة أو مجنحة. الأم والأب لا يتحرجان كثيرا عند تقبيل ابنائهم وبناتهم مع سيلان لعابهم وحتى وقت تنظيفهم وتغيير حفاظاتهم. ولكن ان تختار ان تدفع المال لكي تشتري نتاج ريق ولعاب الطير الذي يستخدمه لصناعة عشه, فهذا امر غريب جدا في الحقيقة والخيال.
الأعشاش اللعابية هي مصدر غني للبروتين بنسبة 62% و للكاربوهيدرات بنسبة 27%. 200 طن من هذه الأعشاش يتم استهلاكه سنويا, وهذه الأعشاش ليست من النوع العادي الذي تجده في كل مكان قديم, لا, إنها اعشاش خاصة من طيور سوفتليتز وهي من اجناس اربعة, إيرودراموس, كولوكاليا, هيدروخوس و سكوتدينابوس. يتم بناء هذه الأعشاش بالكامل من الخيوط الصلبة من اللعاب، وهي صالحة للأكل وبالتالي يتم جمعها للاستهلاك البشري مثل الأطباق الصينية الشهيرة، حساء عش الطائر. ياللهول, التقزز مسألة نسبية وهي تختلف حسب الثقافة والبيئة والحاجة. نعم الحاجة أم الإستخدام, لو احتجت لبول الإبل حاجة ماسة, هل سوف تتردد بشربه او إستخدامه لغسل الرأس مثلا.
هل تعلم ان اسعار تلك الأطباق الخاصة يصل الى 9000 دولار للكيلو, و 100 دولار للطبق تقريبا. أكيد تسأل عن السبب, لأنه عندما يعلم السبب يبطل العجب, أما العجب في مقالاتي لن ينتهي لأني كالمغناطيس لكل غريب وجديد ولكن اتمنى ان يكون مفيد لكم. هناك جزر تقع على طريق هجرة الطيور في العالم, ولأنها بمثابة محطات راحة للطيور, ففيها يرتاحون, ينامون, يتكاثرون, يلعبون, ويتركوا كثيرا من الفضلات. نعم كثيرا جدا منها. هذه الفضلات إختلطة في التربة وتعششت وعاشت سنين عدة حتى تحورت وصار لها خصائص مهمة للزراعة, هذا مايسمى سماد طبيعي. لا تفكر في الموضوع كثيرا فالنباتات لاتنقل الرائحة بل تنقل الفائدة فقط, أعلم ان الموضوع بدأ يخرج عن نطاق المقال الظريف ولكن إتحملوني قليلا.
الرياح وما أدراك مالرياح, فهي تهب جنوبا وشمالا وأحيانا تكون شرقية وغربية. تركت الرياح القوية وغير الملموسة، علامة لا تمحى على جوانب مختلفة من تاريخ البشرية، والأنظمة البيئية، وهجرة الطيور. بداية الموضوع كان إهتمامي تاريخيا لتأثير الرياح على الملاحة الدولية لأسبانيا والبرتغال وبريطانيا ومسألة رأس الرجاء الصالح ولكن وجدت ان تأثير الرياح على الاستكشاف البحري، والطيران، وتلقيح النباتات، وهجرة الطيور مهم جدا ايضا. ومن ثم بحثت في تأثيرات الرياح البيئية لتلك الجزر التي تسمى بذرق الطائر. لعب اتجاه الرياح دورًا محوريًا في الاستكشاف البحري، مما أثر على مجرى التاريخ. واجه البحارة الذين يبحرون في الأنهار مثل نهر المسيسيبي تحدي الرحلات عند المنبع، مما حفز الابتكارات التكنولوجية مثل القوارب البخارية. وعلى نحو مماثل، قادت الرياح السائدة المستكشفين، بما في ذلك البرتغاليين، في سعيهم لإيجاد طرق جديدة إلى الهند، وصياغة عصر الاستكشاف وإنشاء شبكات تجارية حيوية. في مجال الطيران، لا تزال الرياح تشكل عوامل أساسية في تخطيط الطيران وأدائه.
يتنقل الطيارون مع الرياح المعاكسة والرياح المتقاطعة والرياح الخلفية، مما يؤدي إلى تحسين المسارات لتحقيق كفاءة استهلاك الوقود وتقليل أوقات السفر. أحدثت دراسة التيارات الجوية، مثل التيار النفاث، ثورة في مجال الطيران من خلال توفير مسارات طيران فعالة وتعزيز السلامة.
وبعيدًا عن المساعي البشرية، تلعب الرياح دورًا حاسمًا في بيئة النبات. أنها تساعد في تلقيح أنواع النباتات المختلفة، وتحمل حبوب اللقاح من الزهور المذكرة إلى الأزهار المؤنثة. وقد تكيفت النباتات الملقحة بالرياح، مثل الأعشاب والصنوبريات، لاستخدام الرياح كوسيلة للتكاثر. إن فهم التفاعل بين الرياح وتلقيح النباتات يعمق تقديرنا للعلاقات المعقدة داخل النظم البيئية. تعتبر هجرة الطيور ظاهرة آسرة تتأثر بأنماط الرياح. تستخدم الطيور الرياح السائدة، مثل الرياح الخلفية، لتحسين رحلاتها لمسافات طويلة، والحفاظ على الطاقة، والوصول إلى وجهاتها. ويشكل اتجاه الرياح وشدتها أنماط الهجرة، مما يؤثر على توزيع أنواع الطيور في جميع أنحاء العالم.
في المقال القادم سوف نتكلم عن الجزر الغنية بذراق الطيور والقانون ذو العلاقة.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com