
في زمن بعيد، عاش إنسان أرحود / إيغود/ إرهود وإنسان موقع دار السلطان (الإنسان العاطري)، وهما جزء من الأجناس البشرية القديمة التي ازدهرت قبل ظهور الإنسان الحديث. كانوا يعيشون في مجتمعاتهم ويتطورون بشكل مدهش.
جبل إيغود أو أدرار ن إيغود هو موقع أثري يرجع للعصر الحجري القديم، يقع في منطقة إيغود التي تقع في الجنوب الشرقي لإقليم اليوسفية بالمغرب.
اكتشف في الموقع بقايا عظمية يزيد عمرها على مائة ألف عام عن أي رفات أخرى معروفة للجنس البشري للإنسان العاقل. بهذا الاكتشاف أصبح عمر الإنسان الحالي 000 300 سنة، بينما كان يعتقد سابقا أن عمره 000 195 سنة اعتمادا على بقايا أومو في أثيوبيا.
تتواجد مغارة دار السلطان 1 و 2 بجانب الطريق الساحلي بالمنطقة المسماة “ميدان الرماية” سابقا المتواجد بحي الفتح والتابع لتراب مقاطعة يعقوب المنصور على الساحل الأطلسي الجنوبي لمدينة الرباط.. تم ادراج الموقع الأثري المسمى “دار السلطان” (ولاية الرباط وسلا) في صنف المعالم التاريخية بموجب مرسوم رقم 2.85.926 صادر في 27 جمادى الأولى 1406 (7 فبراير 1986). تعتبر مغارتي دار السلطان 1و2 امتدادا لمواقع ما قبل التاريخ المتواجدة بتراب عمالة تمارة الصخيرات. تزخر هذه المواقع بالعديد من الشواهد العلمية التي تحدد الإطار الزمني للعهد الجيولوجي الرابع، وللتحولات البيئية والمناخية التي عرفتها المنطقة خلال هذه الفترة وبعدها، وتعتبر مصدرا علميا يتم من خلاله دراسة مراحل ما قبل التاريخ كالعهد الحجري الأوسط، وللبقايا البشرية التي ترجع إلى الحضارة “العتيرية”. تم استكشاف مغارة دار السلطان الأول من قِبل العالم الألماني رولمان في عام 1937، وقد أبانت الحفريات التي امتدت لسنة عن كهف كبير بطول 13.40 متر وعرض 6.20 متر وارتفاع 7.30 متر. وقد أجريت الحفريات من مدخل الكهف على طول 20 مترا. تم الكشف عن وجود صناعة حجرية تعود لتلك الفترة إضافة لبقايا شخصين و المستوى العتيري وبه تم العثور على أدوات حجرية منحوتة صغيرة الحجم. شهدت مغارة دار السلطان2 حفريات قام بها العالم الفرنسي اندري دبيناث بين عامي 1969 و 1980. تم الكشف عن مستوى أثري يعود للعصر الحجري الحديث وبه تم العثور على بقايا بشرية وكذلك بنيات سكنية. كما كشفت الحفريات عن مستوى الحضارات الشمال-إفريقية-الإيبيرية حيث عثر على هيكل عظمي لامرأة شابة مدفونة في الموضع الجانبي الأيسر. أما بالمستوى العتيري فقد تم إيجاد عظام بشرية ذات أهمية كبرى ساهمت في اعطائنا فكرة عن الخصائص الفيزيولوجية للإنسان العتيري.
ثم جاءت الحضارة الإيبرومغربية، أو الوهرانية، التي نشأت في منطقة شمال إفريقيا. تميزت بتطورها الثقافي والاجتماعي، وكانت تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات. لكن دعونا نعود إلى الحضارة القفصية، التي ازدهرت في منطقة قفصة في تونس. تميزت بتقدمها الزراعي والصناعي، وعرفت بتجارتها وصناعة الفخار والأدوات المعدنية.
وهكذا، نحن نرى أن هناك سلسلة من الحضارات القديمة التي ازدهرت عبر التاريخ. كل منها أضاف لبنة إلى تطور البشرية وترك بصمته في الثقافة والتاريخ. والآن، ونحن نعيش في الوقت الحاضر، نستطيع أن نستوحي الحكمة والتعلم من تلك الحضارات القديمة. إن فهم تاريخنا وتنوعه يساعدنا على بناء مستقبل أفضل وتعزيز التعايش السلمي بين جميع الثقافات.
للتواصل مع الكاتب adel_al_baker@hotmail.com