
( الموت حق ) وهو سنة الله الجارية في خلقه ، والإنسان مهما عاش في هذه الدنيا لا بد له وأن يغادرها إذا حانت منيته ، ومؤخرا وصلني خبر وفاة طيب القلب ( أسعد صالح كردي ) ، والخبر كان وقعه على نفسي وعلى نفس كل من يعرفه مؤلما جدا.
أسعد كردي ( ابن حارتي ) ، وكنت ألتقي به بصورة شبه يوميه ، ولكن في السنوات الأخيرة بعد أن إنتقل إلى حي أخر يبعد عن حينا قرابة ال 20 كيلو ، كنا لا نلتقي إلا في المناسبات.
ويتفق كل من عرف ( أسعد ) على أنه أصيل المعدن ومحب لأصدقائه ، وكان يحرص على جمعتهم في استراحته , حتى بعد تأزم وضعه الصحي لم يقطع هذه العادة ، فهو إنسان إجتماعي ، وقلبه يتسع للجميع ، ناهيك على أنه يسأل عن البعيدين من أصدقائه.
وكنت قبل جائحة كورنا حريص على أن ألتقي به في استراحته ، وكنت أشدد على رحيمي ( أبو رامي ) الذي يقطن في نفس الحي الذي إنتقل إليه أسعد ، أن يخبرني إذا ما كانت هناك جمعة قريبه للأصدقاء في إستراحة أسعد من أجل التشرف بحضورها ورؤية الأصدقاء وفي مقدمتهم صاحب المكان والضيافة ، ولكن ظروف الجائحة التي ألزمت الناس منازلهم حالت دون ذلك.
فراقك ألمنا يا صاحب الوجه ( البشوش ) يا من أسعدتنا في حياتك بطيبة قلبك الكبير ، وروحك المرحة ، وستظل خالدا في ذاكرتنا ما حيينا وندعو لك بالرحمة والمغفرة في كل وقت وحين ( يا رب _ أسعد كردي _ غادر دار الفناء إلى دار البقاء ، اللهم أرحمه وأغفر له وأسكنه فسيح جناته ، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ).
قبل الختام.
الدنيا دار إبتلاء وإمتحان ، ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم إغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ،وحياتك قبل مماتك.
( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، اللهم أحسن خاتمتنا، وتوفنا وأنت راض عنا ).
للتواصل مع الكاتب : kal.makkah@gmail.com