تخيلي أنك تعيشي تحت سقف واحد مع شخص تربطك فيه علاقة وثيقة جميلة علاقة مقدسة (زواج)، لكن كل يوم تشعري وكأنك بينه وبينك مسافات شاسعة.
تتحدثان، وكأنكما بلغة أجنبية لا تفهمانها تتقربان لبعض لكن لا تشعرين ببرودة جلده أو دفء أنفاسه هذا هو جحيم الطلاق العاطفي، عندما تفقدي الحميمية والتواصل في أعمق العلاقات الإنسانية.
ففي العلاقات الإنسانية، هناك حقيقة مؤلمة تكتسي صورة أكثر إيلاماً من الطلاق الرسمي؛ إنه الطلاق العاطفي هذا النوع من الفراق ليس له قرار قانوني أو رسمي، لكنه يترك جرحاً عميقاً في نفس الإنسان ويسبب له ألماً لا ينتهي.
فالطلاق العاطفي هو انفصال بين الشريكين على المستوى النفسي والعاطفي، حتى لو كانا ما زالا يعيشان تحت سقف واحد.
إنه حالة من الاغتراب والبُعد الشخصي، حيث يفقد كل طرف الاهتمام والتواصل العاطفي مع الآخر.
فايؤدي إلى شعور داخلي بالوحدة والاكتئاب، حتى لو كان الشخص محاطاً بالأشخاص إنه يفقد الإحساس بالأمان والانتماء، ويشعر بالعجز عن تغيير هذا الوضع المؤلم.
وفي بعض الأحيان، قد يلجأ الأطراف إلى التعويض عن هذا الفراغ العاطفي باللجوء إلى علاقات أخرى خارج إطار الزواج، مما قد يؤدي إلى المزيد من التعقيد والألم.
إن مواجهة الطلاق العاطفي وتجاوزه ليس بالأمر السهل، لكنه ضروري لإنقاذ العلاقة وإعادة بناء الحب والثقة المفقودة ذلك يتطلب شجاعة وإرادة قوية من كلا الطرفين للتواصل، والاستماع، والتفاهم، والتسامح.
قد تكون رحلة طويلة وشاقة، لكن نهايتها تحمل في طياتها فرصة للشفاء والنمو المشترك بإذن الله الطلاق العاطفي هو جرح خفي يؤلم القلب، لكن التغلب عليه والتعافي منه ممكن.
فاهو تحدي يستحق المواجهة من أجل استعادة الحياة والحب الذي كان مفقودا أمام هذا الجرح الخفي الذي يؤلم القلب، يلوح في الأفق بصيص أمل. فالطلاق العاطفي، وإن كان أشد ألماً من الطلاق الرسمي، إلا أنه يمكن التغلب عليه والتعافي منه. كل ما يحتاجه الأمر هو الشجاعة لمواجهة الحقيقة، والإرادة لاستعادة الحب والثقة المفقودة. إنها رحلة طويلة وصعبة، لكن نهايتها تحمل في طياتها فرصة للشفاء والنمو المشترك.
فلا تستسلموا للطلاق العاطفي، بل تحلوا بشجاعة واصنعوا لأنفسكم مستقبلاً أفضل.
للتواصل مع الكاتبة ahofahsaid111112@