أكمل مدير جامعة مليبار الإسلامية في كيرالا بالهند الشيخ الدكتور حسين أبوبكر كويا مدوور أربعين سنة خطيبا على منبر الجامع الكبير ، بمسجد محي الدين Muhyiddin Masjid في قلب مدينة كاليكوت العريقة بالهند.
وأكد الدكتور حسين : أنه بدأ خطب الجمعة في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عام ١٩٨٤م ويعد هذا المسجد اكبر مسجد في مليبار حيث يحضره أكثر من ثلاثة ألاف شخص لصلاة الجمعة، ومنهم عدد كبير من النساء.
ولقد عين فيه خطيبا بعد تخرجه في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ١٩٨٤م ، و كان آنذاك مدرسا في كلية روضة العلوم للعلوم العربية والدراسات الإسلامية في كيرالا ثم تقاعد منها عميدا لها عام ٢٠١٣ م.
كما انه عملا ممثلا لرابطة العالم الإسلامي في الهند وأستفاد الشعب الهندي من خطبه المؤثرة التي تلقى اركانها في العربية ثم يشرح الأيات القرآنية والأحاديث النبوية في اللغة المحلية .و له أسلوب خاص في الخطبة بصفته معلما و مربيا ذي خبرات واسعة. وتأثر الدكتور حسين بخطب المسجد الحرام الذي قضى بجواره اربع سنوات متوالية أيام دراسته في مكة المكرمة. ويذكر اساتذته القدامى من أئمة الحرم المكي من امثال الشيخ عبد الله خياط والشيخ محمد بن عبد الله السبيل -رحمهما الله -و الدكتور الشيخ صالح بن حميد.
وكان معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس يدرس في جامعة ام القرى تلك الأيام و الشيخ أسامة خياط والشيخ عمر السبيل – رحمه الله- من زملائه في الدراسة.
وحضر الدكتور حسين عدة مؤتمرات إسلامية دولية و من ابرزها مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي و وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية وندوة الحج الكبرى ومسابقة القرآن الكريم لمؤسسة الملك خالد في الرياض ، واعترافا لجهوده في الخدمات الاسلامية تم اختياره ضيفا على ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج و للمهرجان الثقافي بالجنادرية، كما انه يلقي محاضرات دينية في مكاتب توعية الجاليات التابعة لوزارة الشؤون الاسلامية و الاوقاف و الدعوة والارشاد في سائر مدن المملكة ودول الخليج الأخرى.
والقى محاضرات في ٢٠ دولة شرقا و غربا و منها أمركا و بريطانيا و فلسطين و مصر و ماليزيا و اندونيسيا و غيرها و المسجد الكبير في كاليكوت الذي تم تجديده و افتتاحه عام ١٩٦٧ م قبل ٥٧ سنة و الدكتور حسين خطيب هناك بالجامع منذ ٤٠ سنة، ونادرا أن نجد خطيبا يخطب على منبر واحد طوال أربعين سنة متوالية.
وهذا المسجد توجد به جميع التسهيلات الحديثة مثل شاشة التلفاز في أربعة ادوار ليشاهد المصلون الخطيب و تبث الخطب تلقائيا عن طريق فيسبوك و يوتوب لاستفادة أهل كيرالا في جميع دول العالم. و كما إن هناك ممرات لدخول المعوقين اصحاب ذي الاحتياجات الخاصة بكراسيهم المتحركة إلى داخل المسجد. و هناك ترجمة الخطب إلى لغة الإشارة لا فهام قليلي السمع الصمو فحوى الخطب.
وكان الدكتور يلقي نصيحة عبر أون لاين أيام إغلاق المسجد بسبب جائحة كورونا و من ميزة خطبه أنه يعلم الناس العقيدة الصحيحة التوحيد الخالص و سائر المواضيع الدينية بالإضافة إلى أهمية التزام الوسطية والتعايش السلمي بين أهل الأديان و الثقافات خصوصا في بلاد الهند. و كان الدكتور حسين عميدا كلية اللغة العربية روضة العلوم التابعة لجامعة كاليكوت الحكومية و عضوا مرشحا من قبل حكومة كيرالا في المجلس الأعلى لأوقاف المسلمين و منسقا لوزارة شؤون الأقليات لحكومة الهند المركزية ،و حاليا هو رئيس اللجنة الأكاديمية لقسم اللغة العربية الدراسات العليا في جامعة سري نارايانا غورو الحكومية المفتوحة و مديرا لجامعة مليبار الاسلامية الأهلية في كيرالا و رئيسا لمؤسسة و تنمية الموارد البشرية لعموم الهند. وبمناسبة مضي أربعين سنة في منبر المسجد نشرت الصحف المحلية اخبار عنه و عن خطبه و حياته الثقافية. و حمد الدكتور حسين المولى القدير على هذا التوفيق و وجه الشكر الى المملكة العربية السعودية لإتاحة فرصة له للدراسة فيها و التواصل مع مشائخها.