شهادة الأموات تكون مرة في العمر، أما شهادة الأحياء فهي دوام الشهادة على ما تفرضه في كل يوم من الارتفاع فوق مستوى الصغائر ومعاكسة الأنانية حتى محوها وتنزيل القيمة في نشاط الحياة، في حياة كل يوم، وإنما وُجدنا أساساً لكي نحيا لا لكي نموت، وإنما الموت فكرة لا أكثر، فهل تستطيع الروح أن تموت..؟؟ تلك هي الطريق بحياة الشعوب إذا أرادت الحياة المعلم كمال جنبلاط.
أما بعد الأخ من نعم الدنيا وهدية من اللّـه هو السند و العضيد.. ولا تحلو الحياة إلا به.. أول من يفرح لك.. وأول من يتوافق ويترافق معك.. وأول من يفتقدك.. فكيف إذا كان الأخ هو توأم الروح ورفيقها.. هو توأم روحي أخي ورفيقي وصديقي رمزي.. قبل الولادة وبعدها وفي دروب الحياة بحلوها ومرها وفي افراحها وأحزانها وفقرها وغناها.
الذي كان يُراهن على نجاتي ونجاحي ويُذكرني بمدى قوّتي واستطاعتي.. هو الذي لم يُحبطني يوماً.. وكان يؤمن بشجاعتي مهما ضعفت.. كان يقف جنبي مثل ظلِّي مهما.. كَثرت تخبطاتي وزاد يأسي.. لكن لعله لم يكن يعلم إني سأحمل المصاب وشقاوة وحسرة الغياب.. وٱااااحسرتاه على توأم روحي، نبض القلب وبلسم الروح، ودمع العين رمزي.. أنتحدى ظلم القدر يا أحبائي..؟؟ معاذ الله بذلك ونحن تحت رحمته تعالى.
ولكن القدر يؤلمنا على وقع قساوة خطاه علينا حسرة وألماً، غادرنا الكثير من الأحباء والأصدقاء، وإذا بنا اليوم نحمل الهم تلو الٱخر
ونحمل الحمل الثقيل بغياب الحبيب رمزي بعد معاناة قاسية مع المرض عشناها نحن كعائلة وزوجته وأولاده وأحباؤه المخلصون، معه لحظة بلحظة، وحده يحمل الألم لكن كما عهدناه مؤمناً شجاعاً صبوراً، وبإبتسامته وضحكته المعهودة، وصدقوني لا مثيل لها عندي في الكون.
وبطيبة خاطر راضياً مسلماً لقدره ومشيئة الله.. لقد كان مثال الأخ الحنون والعطوف والصادق الوفي، وكان المناضل على دروب الحياة مع أسرته كما ربانا اهلنا رحمهم الله، للعيش بعزة وكرامة، وبلقمة الحلال، ومن عرق الجبين.
وهو المندفع إلى أقصى الدرجات مهما كانت التضحيات، وكريم في كل الأوقات، ومقدام حيث يقضي الواجب، منفتح على الجميع بكل محبة ومصداقية مع كل رفاقه واصدقائه.
وما دام الوفاء في الحياة رمزي سيبقى خالد أعاهدك سنبقى على الوفاء لكل الأحباء الأوفياء والأصدقاء الصادقين وكل من عرفتهم وعرفوك إلى أن تأتي الساعة وألاقيك في جنة الخلد.
وستبقى أسرتك الكريمة، زوجتك الفاضلة والوفية نسرين، وأولادك فلذات الأكباد الأحباء ديالا وبهاء ونزار ونور وانجي، أمانة في أعناقنا نصونها بأحداق العيون، وتسكن القلب والروح وتبقى كما كانت بظلك، مرفوعة القدر والشأن.
فما عسانا نحن المؤمنون مع عظم المصاب إلا الرضى والتسليم لمشيئة الله وقدره بإسم عائلتي وباسم كل اصدقاء الفقيد، أتوجه بخالص لكل من واسانا بمصابنا الأليم متضرعين إلى الله عز وجل أن لا يصيبهم مكروه.
سائلين المولى أن يلهمنا الصبر والسلوان ولفقيدنا الرحمة وأن يسكنه فسيح جنانه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.. .البقاء لله.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com