إنه إنسان أنيق الملبس وفي رواية انه وسيم وجميل الاسلوب وحلو العبارة يجلس دائما في صدر المجلس ولا يقبل الاطراف وذلك من اجل ان يمسك بزمام المبادرة في الحديث ولا يسمح لاحد غيره ان يتكلم فقط يسمح بالتعقيب على كلامه بل ويطلبه كما يطلب التعزيز لقصصه المفبركة وعادة التعزيز لا يطلبه الا من اشخاص معينين ولن تصدقوا ان هؤلاء الاشخاص كاشفين شخصيته المزيفة وهو يعلم ذلك ويعلم انهم يداهنونه لكي لا يكسرون خاطره في محاوله بائسه لعلاج دائه المستشري الذي يكون معدي في بعض الاوقات.
انه المهايطي او المدعي او البكاش فهذه الشخصية لها عدة اسماء واقنعه مختلفة ولكن الملفت في هذه الشخصية انها معطاءه وكريمة بل انها تستدين لكي تصرف على جمهورها من المستمعين لقصصها المختلقة وكثير من الناس ذكور ام اناث تستمتع بمرافقة امثال هؤلاء لكي يجدوا المنفعة المادية والعينية اما الحسيه فلا توجد ابدا لدى صاحب او صاحبة الحالة التي اتكلم عنها فشخصية المهايطي تنسحب على الجنسين وليس جنس واحد.
في احدى الايام كنت اجلس مع بعض الاصدقاء في احد المقاهي فدخل علينا رجل في عقده الخامس من العمر واتذكر ان اسمه سامي وحقيقة اول مره اقابله فسلم وجلس ولاحظت انهم ينادونه بلقب كابتن وهو ينتفخ ويفخم من حديثه ولهجته ليدخل عليها بعض الكلمات الانجليزية ويصف كيفية الاقلاع والهبوط وما مر عليه من احداث ومفاجئات اثناء الطيران وانا استمع بشغف واهتمام لأني بيني وبينكم اخاف من ركوب الطائرات فتجدوني اهتم جدا عندما اجالس قائد طائره لاستمع لكلماته علها ان تشفيني من فوبيا الطيران . اعود لصاحبنا الذي لمح اهتمامي وشغفي وبدا يسهب في حديثه عن الطائرات ويحاول ان يركز على ملامحي المهتمة بحديثه وعندما انتهى وقتي رجعت مع صديقي العزيز الذي اصطحبني من منزلي وبالمصادفة كان قريبا جدا من هذا السامي فبادرته بسؤالي هل مازال كابتن سامي على راس العمل ام تقاعد فقال من الكابتن هذا ليس بكابتن ولا يعرف من الطيران الا كما تعرف انت وربما معلوماتك اعمق من معلوماته الا انه لمح اهتمامك وركز عليك هذا الرجل كان في بداية حياته يهوى الطيران وبالفعل سافر للولايات المتحدة الامريكية لدراسة الطيران ولكنه فشل وعاد لأرض الوطن ليعمل في احدى الدوائر الحكومية البعيدة كل البعد عن مجال الطيران . وهنا عرفت اني وقعت في فخ الشخصية المهايطية فانتابتني نوبه من الضحك لأني لم اكتشف حقيقة الرجل وكثيرين في مجتمعنا بل ومن دائرتنا نجالسهم ونستمع منهم ولا ندري او ندري انهم مصابين بهذا الداء ولكننا في الحالتين نقول لن ينقص من شخصياتنا او ممتلكاتنا شي عندما نستمع اليهم فهم مسليين في بعض الاحيان ونحتاج لا مثالهم لإضاعة وتبديد حالة ملل تمر بنا.
كلمتين ونص :
كن انت بما وهبك الله واعطاك ولاتكن غيرك لا نك عندما تكن غيرك فانك ستكون كالمسخ لان الله لم يعطيك الا ما يناسبك ولم يحرمك الا مما لا يليق بك فأرضى تكن من السعداء.
لتواصل مع الكاتب @Emad21209