
أكد – الكاتب والأديب الكويتي الأستاذ فيصل خزيم العنزى تحت عنوان افة الرأي يقدم تحليل للواثق بنفسه والمتردد فيقول في معترك الآراء والمواقف والتصرف كثيراً ما نقف أمام مفترق طرق بين الإقدام والحذر بين العزيمة والروية بين السرعة في التنفيذ والتأني في القرار .. ولعلّ خير ما عبّر عن هذا التردد بين الحزم والحكمة بيتان من الشعر العربي يجسدان وجهتي النظر ببلاغة مدهشة :
البيت الأول :
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ
فآفةُ الرأي أن تترددا !!!
البيت الثاني :
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا رويةٍ
فآفةُ الرأي أن تتعجلا !!!
البيت الأول يمجّد الحزم والعزيمة ويحضّ على تنفيذ الرأي بثقة وثبات .. محذراً من آفة التردد التي قد تقتل القرار وتبقي صاحبه في دوامة الشك والجمود .. فكم من فكرة عظيمة وُئدت في مهدها لا لعيب فيها .. ولكن لأن صاحبها لم يُقدِم عليها في الوقت المناسب !!
أما البيت الثاني فيدعو إلى الروية والحكمة ويضع التسرّع في التنفيذ في موضع الخطر .. إذ يرى أن العجلة في اتخاذ القرار قد تؤدي إلى نتائج كارثية مهما كان الرأي في ظاهره صائباً فالرأي السليم لا يكتمل إلا بالتأني .. والنظر في العواقب .. واستشارة أهل الخبرة وتقدير الظروف !!
ومن هنا تبرز المفاضلة بينهما : أيّهما أولى ؟
الحزم أم التأني ؟ العزيمة أم الروية ؟
لا شك أن لكلٍّ من البيتين مقاماً يناسبه ..
ففي أوقات الحسم حين تُفتح أبواب الفرص التي لا تنتظر
يصبح التردد خطراً ويعلو صوت البيت الأول داعياً إلى الشجاعة والحزم .. أما حين تكون العواقب مجهولة أو القرارات مصيرية يصبح التسرع مدمّراً ويعلو صوت البيت الثاني منادياً بالحكمة والتبصر !!
إن التوازن بين الرأيين هو سرّ النجاح
فالرأي الصائب يحتاج إلى عزيمة تنفّذه
لكنه يحتاج أولاً إلى روية تنضجه
فليكن لنا من الحزم ما يحمينا من التردد
ومن الحكمة ما يحمينا من التسرع !!