
الكفاح نيوز – الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني
نظرية التهميش والتمهير
عند قرب سن التقاعد نلاحظ تزايد حالات التقاعد المبكر في القطاعات الخاصه والعامه ويرجع ذلك لتعمد بعض القطاعات والشركات والمؤسسات وبطريقة خبيثه وماكره إلى مضايقة بعض موظفيها القدامى من اصحاب الخبرة الطويله. والدراية بالمهنة والاداره والرواتب المرتفعه مضايقة هؤلاء سراً وعلناً وإجبارهم بطريقة غير مباشرة على التقاعد المبكر او طلب الاستقاله
وعملية التهميش هذه ليست بالصعوبة بمكان !! فيكفي – مثلاً – أن تأتي المؤسسة او الشركة بموظف جديد قليل الخبرة لا يفقه شيئاً ويقوم الموظفون القدامى بتدريبه وتعليمه
ومن ثم وبدون سابق انذار او اعلام يصبح هذا الموظف الجديد رئيساً على زملائه الذين كان لهم الفضل في تعليمه وتدريبه على فن واتقان المهنة وسياسة العمل فيقوم هو بممارسة دور الأسد المهيمن او الامبراطور المتحكم الذي يأمر وينهى ويفرض عليهم تنظيراته ومفهوميته ومن الاساليب الماكره الأخرى هي تهميش الموظف القديم وعدم إسناد مهام واعمال تشعره بمكانته في العمل وتحت هذه الضغوط التي تعزف سيمفونية الغدر على اخلاص الموظف القديم وشعوره باهميته ومنصبه فإن الموظف القديم قد يرى في التقاعد المبكر او الاستقاله من العمل سلم نجاة يتخذه لينجو بنفسه من هذه الضغوط التي قد تؤثر على صحته النفسية والجسديه وغيرها وكأنما هذه الشركات والمؤسسات تقوم بهذا التهميش المستخدم كاسلوب للتحايل ولتقليص الأعباء المالية للموظف والإلقاء بالمسئولية على مؤسسات التقاعد والتأمين الاجتماعي بينما تقوم هي بتوظيف شريحة جديده ومحدوده برواتب ضئيله ناهيك عن استغلال برنامج تمهير لتقليل مصاريف وميزانية الرواتب وزيادة معدل دوران التوظيف والتعيين للمتقدمين الجدد مما يؤدي الى اعباء كبيره ومجهود مضني على المدراء المترسمين في تدريب الموظفين حديثاً كل ثلاثة شهور ليفصلوا من العمل بعدها ويوظف او يعين مجموعه جديده اخرى ليتم تدريبهم من جديد وفي هذا هدر لطاقة المدراء المترسمين الاكفاء وضغط نفسى ومعنوي مما يضطرهم الى تقديم استقالتهم او التقاعد المبكر، فيجب ان نضع بعين الاعتبار عند اي حل يناقش النقص والعجز الاكتواري لمؤسسات التقاعد والتأمينات الاجتماعية يجب ألا نغفل عن الوصول لحل هذه المشكلة من جذورها وحماية الموظفين ذوي الخبرة من مثل هذا التهميش والاستغلال المتعمد والمنتهك لحقوقهم في الارتقاء بجميع المصالح العامة والشخصيه، فالتهميش وهضم الحقوق حكاية لايمكن شرحها في سطور.