
الكفاح نيوز – الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني
ميلاد فجر
قال تعالى (أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
(الحج آية ٤٦)
فالعمى ليس عمى البصيرة وإن كانت القوة الباصرة سليمة فانها لاتنفذ الى العبر ولاتدري مالخبر قد يرى بالبصيرة من لا يحمل الشهادات العليا والمراكز المرموقه في التعليم وقد تعمى بصيرة المتعلم الذي حصل على اعلى الشهادات في الجامعات والكليات وجلاء القلب فضل وكرم إلهي قد يوهب و قد يُكتسب بالاستغفار وذكر الله واحياء القلب بالمواعظ وقد روى أصحاب السنن من حديث أبو هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( ان العبد اذا اخطأ خطيئة تكتب في قلبه نكتة سوداء فاذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وان عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكره الله في قوله ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانو ا يكسبون )
سورة المطففين اية ١٤ )،
هنا يتضح أنه لا توجد شروط في المعارف الإلهية ، فنشاهد الافريقي المسلم أو أياً كان اصله ذلك الفقير الحافي العاري الغارق في دموعه قد يعرف الله أكثر مما نعرفه نحن الذين تعلمنا الدين في الجامعات الاسلامية وغيرها وعلوم القران وحفظنا ايات الله ولم نعمل بها للاسف الشديد الا مارحم ربي
وربما لو سألت هذا المتبصر المجلي قلبه عن شعوره لما استطاع أن يعبر عنه بعبارات منمقة كالتي نكتبها .. ..فالمعرفه الشامخة قد تعلو على العبارة و قد تعجز عنها الإشارة والتوضيح .. فلا يبقى إلا الصمت المهيب وذرف الدموع .من شدة الخوف من الله عز وجل والشوق الى لقاءه لانهم عرفوه حقا
و لهذا هم يبكون في كل حج و على جبل عرفات في لحظة لقاء مع النفس و خالقها، تبدو فيها الحروف متبعثره .. و اللسان عاجزاً ، و الكلمات خرساء ، فلا تبقى إلا الدموع ، وحدها
دموع فرح و توبه وحزن دموع اشتياق وندم تطهرهم وتكون لهم ميلاد وانبثاق لفجر روحي جديد يعرفه من عاشه بصدق هنا يتضح لنا معنى. السبعه الذين يظلهم الله يوم لاظل الا ظله ومنها هذه العين التى بكت من خشية الله قال النبي ص فيما رواه الترمذي عن ابن عباس. قال (عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله. )
فالعين التى ذرفت هذا الدمع خشية ربها عين ناجية ولو كان. هذا الدمع قليلا لكن لابد من الاخلاص لانه تجارة رابحة ثمنها النجاة من النار والتمتع بظل عرش الرحمن.
رزقني واياكم ظله.