
الكفاح نيوز – عبدالله التهامي
التبلد الوظيفي
التبلد الوظيفي سببه يعود إلى العامل النفسي من خلال تعرض الموظف إلى مجموعة من العوامل مثل الإجهاد البدني والذهني والاستنزاف الانفعالي والتبلد الشخصي والإحساس بعدم الرضا عن الأداء الشخصي والمهني. وعندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وشخصية الموظف يشعر أن لديه أعباء كثيرة يجب إنجازها في فترة قصيرة وبمصادر محدودة، فيظهر الإحباط ثم الكبت والتراكمات القديمة أيضاً، والتي تتكون في العقل الباطن وفي اللاشعور، فجميعها تؤدي إلى الانفجار الذي يحدث للموظف ويصيبه بحالة من الهيجان والغضب وعدم الرغب في الدوام وكره العمل فتظهر عليه علامات الأمراض وما يسمى في علم النفس الاضطرابات النفسية والجسمية ويعاني من ضغط وسكر وقولون عصبي، والتي تكون المسببات النفسية هي السبب الرئيسي وراءها، أو أن تظهر على الموظف علامات وتصرفات في لغة جسده كالسلوك اللفظي أو البدني أو سلوكه الإيمائي غير اللائق، وكل ذلك يعد مؤشراً قوياً لعلامات الاضطراب النفسي للموظف، إضافة إلى نتائج عدة يسببها الاحتراق الوظيفي مثل تدني مستوى العمل للموظف وارتباكه في إنجاز أعماله وشعوره بعدم الرضا والولاء لعمله ومنظمته.
وهناك عامل آخر يخلق التبلد الوظيفي وهذا العامل هم الموظفين المحبطين الذين يأتون بالأفكار السلبية فيجب الإبتعاد عنهم والتقرب من المتفائلين.
ويجب أن يتقن المديرون والمشرفون من السلوكيات تجاه الموظفين إعطاء الموظف قدراً كافياً من العناية والاستماع والثقة لما لها من أهمية بالغة في تشجيع الموظف، توضيح خطة العمل وتوزيع المهام والمسؤوليات بشكل عادل، تقدير المشاكل الخاصة للموظف من مرض أو مشاكل عائلية وغيرها، إعطاء الموظف صلاحية اتخاذ القرار في المسائل التي يحسن إنجازها، مكافأة الموظف مادياً أو معنوياً عندما ينجز ويبذل جهدا في عمله، تقليل المراقبة المتركزة على الموظف لأن ذلك يشعره بالتوتر، والتركيز على خطة العمل والمنتج، إعطاء الموظف راحة وإجازة في حال تكرار إخفاقه في عمله.
ما سبق يعد أساليب لزيادة وتعزيز الجانب السلوكي المعرفي لخفض التوتر المؤدي للاحتراق الوظيفي، ورفع درجة التوازن النفسي، وعلى الموظف أن يستشعر أن العمل عبادة، وعليه تأدية مهامه على أكمل وجه دونما تقصير، وعلى المشرفين والمديرين والمسؤولين أن يراعوا الله فيمن تولوا أمرهم، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.