الكفاح نيوز – الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني
رسالة إلى أمة الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عالمنا الاسلامي أن ما أصاب العالم من قحط ومجاعات وحروب ومحن وكوارث وأوبئة ما هو إلا موت ضمير الإنسانية وطغيان الظلم و الجهل والشهوات على الدين والقيّم فلن ينزل الله القطر من السماء وهناك دماء تراق على الارض وحروب لا مبرر لها غير الطمع في إمتلاك حطام الدنيا وإنتشار الظلم على مستوى الدول والمجتمعات والافراد، فالله هو منزل الغيث وبغضبه يحبس هذا الغيث كعقاب ينزله بأهل الارض لأنهم أغضبوه وعصوه وبقدرته وقوة جنوده يصيبهم بالفيضانات والأعاصير المدمرة وأنواع الكوارث الطبيعية فالله يوقظ الأمم الغابرة فيبعث فيهم الأنبياء مبشرين ومنذرين أما في وقتنا الحاضر فهو العزيز الجبار يوقظهم بهذه الحوادث والزلازل والفيضانات والاعاصير فإن لم يستفيقوا من سباتهم وغفلتهم ولم تنفع معهم النذر، سلط الله عليهم الحروب والوباء يدّمرهم بها تدميراً، ويستشري فيهم الوباء فيفتك بهم فتكون النهاية والفناء وخراب الارض، فحروب هذا الزمان أوبئة فناء وشقاء لا تبقي ولا تذر فتطمس المدن وتبيدها عن بكرة ابيها، وتنتشر الأوبئة كما تنتشر النار في الهشيم ويعيش العالم في فقر ورعب وضنك.
قال الله تعالى
وقوله الحق :
{ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }
( طه – 124 )
وهذا هو اختصار وضعنا الحالي ان الله عاقبنا بهذا الضنك ؟!.
أليست دنيانا اليوم قد تلوثت بالمعاصي نعم، فاطلاق العنان لخواطرنا وشهواتنا يلوث الارض فساداً، والفساد في الأرض أما كفر أو اقتراف للمعاصي والمجاهرة بها وهناك المترفون الذين شغلهم ترفهم وحبهم للمال عن الحق سيهلكهم الله كما فعل بالأقوام السابقة لأن الظلم مقترن بطغيان المترفين اشباه فرعون وقارون أعداء الله هم أعداء كل رقي وإصلاح وهم الطبقات المترفة حد التخمة التي لاتقف عند حدود الله مصدر فساد الشعوب إدا كانت ترتكب ما حرم الله فلن يغني عنها ترفها من الله شيئاً وهم اساس الهلاك الذي يصيب الدول، قال عبدالله بن مسعود (ما ظهر الربا والزنا في قرية الا اذن الله بهلاكها ) وهذا على مستوى العالَم كله !
لابد ان نعلم يا أمة الاسلام أن (الضنك )سببه الاعراض عن آياته واللهث وراء المدنية الزائفة، أليست البشرية قد أعرضت وصدت عن الحقيقة والنور الرباني
فنشاهد اليوم أن الكل يتسابق للاستيلاء على حطام الدنيا وبغير حق شرعي لعله يعيش الثراء الباذخ، لقد أنعدم الرضا والقناعة بما قسمه الله للناس فتسابقوا للثراء العاجل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة على حساب الدين
فاكلوا مال اليتيم و أحلوا الربا ولجأوا الى الزنا والخمور لعلها بمفهومهم الخاطئ تخرجهم من هذا الضنك !!
ولم يفكروا بالعواقب والمآسي الناتجة جراء انتهاك حرمات الله والتعدي على حقوق الاخرين والظلم وفعل المنكرات ومن المؤسف حقاً أن بعض البلاد اقتصر التدين فيها على المظاهر والطقوس الدينية أو مايسمى (برستيج ) فاحبوا المال حباً جمّا لدرجة الولع لا يفرقون بين حلاله وحرامه الموت لا يخيفهم ولا يراود أذهانهم البته، وعالم البرزخ يشككون في حقيقته واعتبروه قصصاً من الخيال يتداولونها بألسنتهم وقلوبهم منها جوفاء والجنة لا يعملون لها والنار يتسابقون للوقوع فيها لضعف ايمانهم بها الا ما رحم ربي يعتنقون الدين بالوراثة والمخلِصون منهم قلة تصفهم هذه الآية قال تعالى :
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً}
( الفتح – 29 )
فالبشر حقيقة هم في ضنك شديد و كل الفقراء والمترفين المبصرين منهم جميعهم فقراء إلى نور البصيرة فقراء إلى الدعوة إلى الله فقراء إلى ضمير حي لابد أن نعلم يا أمة الاسلام أن الضنك وعدم الطمأنينة داخلنا لا يصلحها إلا حديث مع الله واستقامة القلب وطهارته والدعوة الى الله
{فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيباً}
( الفتح – 18 )
قال تعالي :
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيماً}
( الفتح – 4 )
وهنا نتيقن ونلمس قوة الله و نرى مصيرنا المحتوم أمام قوته العظيمة عندما قال عز وجل
{ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيماً}
( الفتح – 7 )
فالبشر قلوبها معلقة بالفاني ونسوا الباقي وتجاهلوا جنود ربهم في السموات والارض وانها ملك لله وحده يسخرها كيف يشاء لمن يشاء ومتى يشاء وضد من يشاء سبحانه وتعالى، انشغل العالم بالخداع والزيف عن الحقيقة وأصبح إيمانه بالمشاهدة لا بالغيب.
قال الامام ابن القيم. رحمه الله تعالي : في الصحيحين في خطبته صلى الله عليه وسلم
في صلاة الكسوف أنه قال : (يا أمة محمد, والله أنه لا أحد أغيرّ من الله أن يزني عبده او تزني أمته .
يا أمة محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)
ثم رفع يديه فقال : ( اللهم هل بلغت ؟).
وفي ذكر هذه الكبيرة وتخصيصها عقيب صلاة الكسوف سرّ بديع لمن تأمله، أن ظهور الزنا من علامات دمار العالم، وهو من أشراط الساعة فمتى نستيقظ من سباتنا العميق يا أمة الإسلام ونحمي عالمنا من الخراب والدمار، ونفر إلى الله قبل فوات الاوان ؟؟!! أرجو ذلك !.