تصدرت لقاءات وتصريحات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية بجمهورية مصر العربية، خلال زيارته الرسمية للعاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الـ٣٢ للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية و ترأسه اجتماع المجلس التنفيذي الـ١٣ وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ونقلت الصحف المصرية التصاريحات التي أدلى بها “آل الشيخ” حيث تفردت صحيفة “الأهرام”، بحوار خاص جاء فيه “بداية أن عن سعادته البالغة بوجوه في بلده الثاني مصر قائلا: أعرب لكم عن سعادتنا البالغة بوجودنا بينكم فى بلدنا الثانى مصر، العزيزة على قلبي، وعلى قلوب جميع السعوديين، ومصر العزة والشموخ والإنسانية طموحها كبير، وتستحق الكثير، وقد أكرمها الله برجل من طراز خاص، رجل قد اجتمعت فيه خصال الرجولة، هو فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى”.
وأضاف “آل الشيخ” أن عقد المواطنة، يؤكد الدور البارز والمهم للوطن، ولقيادته، ولمؤسساته، فى حفظ الإنسانية، ونموها وتطورها، ونأمل من أصحاب الفضيلة المتصفين بالعلم والوسطية والاعتدال، أن يخصصوا كثيرا من خطبهم ودروسهم ومواعظهم، لتعزيز المواطنة الحقة فى نفوس الناس، وأرى أن هذا فى حقهم من أوجب الواجبات، خاصة فى زماننا هذا الذى اختلطت فيه المفاهيم لدى كثير من الناس، بسبب التلبيس والتشويه لهذه المعانى الجميلة من قبل أعداء الإنسان، وأعداء الدين الإسلامى، بل أعداء جميع الأديان.
وعن رؤية المملكة لـ 2030، قال هي رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولى العهد، وكذلك هي رؤية لكل مواطن، ورؤية لكل الشباب، بل إنها أضحت رؤية عامة لكل من يشاركنا العيش على أرض المملكة العربية السعودية، ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد تعمل ضمن مستهدفات رؤية 2030، فقد أطلقنا مبادرات، وبرامج نوعية تخدم الرؤية، مبادرات لتعزيز الوطنية، وأخرى لنبذ العنف والتطرف، ومبادرات تدعو إلى الوسطية والاعتدال، ناهيك عن تنفيذ أحد أبرز مستهدفات الرؤية، وهى تمكين المرأة من الوظائف الحكومية، ومن المناصب القيادية، ومؤخرا تم تعيين سيدة وكيلة فى الوزارة للتطوير والتحول الرقمي، وذلك إيماناً منا بالقدرات الكبيرة للمرأة السعودية، وأحقيتها فى التمكين، وجدارتها لمثل تلك المهام الكبيرة.
وأكد أن سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، يحمل هموم الأمة العربية والإسلامية، ويقدم وعيا وإدراكا عميقا لحال الأمتين، متسماً بمصداقية ومسئولية القائد الكبير الذى يحمل أوجاع أمته، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وجاء في صحيفة الأخبار على لسان “آل الشيخ” ، إنه لاشك أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ــ لما لثقلهما السياسي والديني المؤثر ــ تحملان على عاتقهما مسؤولية كبيرة فى تصحيح المسار الدعوى وتجديد فهم الخطاب الديني، ونشر الإسلام الوسطى المعتدل، وتحسين الصورة المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والتى تسببت به الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان المسلمين وغيرها.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر، لهما مكانة إسلامية كبيرة، وذلك لما يتوافر لديهما من قدرات بشرية مؤهلة علمياً، وتاريخ فى الدعوة ونشر رسالة الإسلام البعيدة عن الغلو والتطرف، ومضيفا أن أي تعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المصرية، سيكون عامل قوة وسيصبح أثره إيجابيا ومؤثرا على المستوى العالمي، وسيكون سببا للقضاء على أي صوت يدعو للتطرف والكراهية.
وقائلا :”نأمل أن تحمل الأيام القادمة بشائر تعاون وتكامل فيما بيننا فيما يخدم، الإسلام والمسلمين، ومازال التنسيق والتفاهم الكامل بين وزارة الشئون الإسلامية بالسعودية، والمؤسسات الدينية بمصر مستمرا فى كل ما يتم طرحه من موضوعات فى المؤتمرات والمناسبات التى تقام بشكل دائم لخدمة الإسلام والمسلمين ونبذ العنصرية والتطرف والغلو ومسبباتها، ويوجد اتفاقية تعاون وبرنامج تنفيذ تم توقيعه بين الطرفين والعمل جار على التنفيذ لهما”.
وذكرت صحيفة الوفد رسالة آل التي قال فيه” إننا اليوم كمسؤولين في الشأن الإسلامي يجب أن نقوم بدورنا الفاعل والمؤثر للتصدي والوقوف أمام الروافد والتدخلات في بلداننا العربية والإسلامية من قبل دول تصدر الإرهاب، وتحاول تغيير معالم الهوية الوطنية في بلداننا لتصدير أيدلوجياتها القائمة على ثقافة القمع والعنف وتغيير الخارطة التاريخية لبلداننا العربية التي تعتز بعروبتها وإسلامها ومنهجها الشرعي الأصيل الذي يستمد قوته من التمسك بالثوابت الاسلامية التي تنمي ثقافة الاعتزاز بالوطن وصدق الانتماء إليه”.
وأردف:” أقولها وبكل تجرد وصدق إن الواجب الشرعي الذي يجب أن نقوم به ليكون التاريخ شاهداً لنا، هو التصدي بخطابنا الدعوي والتوعوي والإرشادي لكل المنظمات والجماعات المتطرفة التي تتخذ من السياسة وسيلة للوصول لأهدافها التخريبية”.
وقال آل الشيخ:” الإسلام هو دين رعاية العهود والمواثيق وحفظ الحقوق، ولم تشهد البشرية نظاماً راسخاً يراعى هذه الحقوق ويفي بالعهود مثل دين الإسلام”.
وأوضح آل الشيخ، أننا نحن اليوم أمام جماعات لبست لباس الدين، واستخدمت مصطلحات شرعية لتزّين للناس الباطل وتسعى لزعزعة اللحمة المجتمعية ونشر الفساد في الأرض بدعوة الناس لعدم احترام الوطن وهتك حقوق المواطنين والمقيمين وعدم احترام مشاعرهم الإنسانية تحت شعارات براقة، فنتج عن ذلك الدعوة للعنف والثورات والمظاهرات والقتل والخروج على الحكام وضياع حقوق المواطنة في كثير من البلدان التي استجابت لتلك الدعوات الخطيرة، كما هو الحال في بعض البلدان العربية.
وأكد أن المملكة العربية السعودية تقدم نموذجاً فريداً بحمد الله في القيام بحق المواطنة، واجتماع الكلمة على ولي الأمر والسمع والطاعة له بالمعروف، وبناء مجتمع حيوي مزدهر يحافظ على الثوابت ويوازن بين المتغيرات، حتى أصبحت بفضل الله مضرب المثل في التقدم والأمن واجتماع الكلمة، ووقفت صامدة في وجه الفتن التي حاولت زعزعة أمنها وتفريق وحدتها واجتماع كلمتها وشرخ كيانها، والتي باءت بالفشل وردها الله مغلوبة كسيرة بفضله سبحانه ثم بفضل تمسكها بثوابت دينها واجتماع كلمتها على ولي أمرها، في تجربة فريدة بحمد الله تعالى”.