
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: سمي القلب قلباً لتقلبه في الأمور، أو لأنه خالص ما في البدن، وخالص كل شيء قلبه، أو لأنه وضع في القلب مقلوباً، وقال رحمه الله وخص القلب بذلك لأنه أمير البدن، وبصلاح الأمير، تصلح الرعية، وبفساده تفسد، وفي هذا تنبيه على تعظيم قدر القلب، والحث على صلاحه.
فالانسان اذا أمن بالله وتوكل عليه وعبده على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم واطاعه طاعة عمياء، فان الامراض النفسية لاتعرف اليه سبيلاً ولا لروحه طريقاً،لأنه يكون متصالحاً مع نفسه في حالة قبول و انسجام ورضى بما كتبه الله عليه من خير وشر، فهو كالمسافر الذي ركب الطائرة او السفينة وهو يشعر بثقة كاملة في قائد المركبة ومهارته و متيقن أنه لن يخطئ لأن علمه يتخطى الحدود و مهاراته عالية متمكن ومسيطر على الوضع بيده المفاتيح والاسرار فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة وادراك مهما كانت الظروف يتحدى العواصف والاعاصير و الحرارة و الصقيع و الضباب و من فرط ثقته ينام بطمأنينة شديده على الكرسي المخصص له وسط السحاب وبين الارض والسماء لا يهرع او يقلق اذا تعرضت الطائره لأحوال جويه او مطبات هوائية.
فهذه أمور لاتقلقه فيكون في قمة الاطمئنان والسكينة والراحة
لهذا يسلم نفسه وروحه تماما للقائد بلا مساءلة ولا قلق واستفهامات و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يغفو على كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة هدوء وتوكل تام .
و هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة القدر ويدبر الكون و يدير مجريات الحوادث و يقود الفلك و المجرات والكواكب في مداراتها و الشمس والقمر ليلاً ونهاراً فكل ما يحدث له من مصائب واقدار لاطاقة للانسان بها، هي في النهاية خير و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون.
فهو دائما مطمئن القلب يرى بنور الله وأن الدنيا دار ابتلاء و أنها ممر لا مقر، فهو فيها ضيف زائر ينتظر قراه ويرحل
فتجده نير البصر والبصيرة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. (الرعد)
فالدنيا احبابي وسيلة وليست هدف فلنجعل هدفنا وغايتنا الجنة وهذا قمة التوكل والتسليم والاطمئنان.
قال صلى الله عليه وسلم :
(الكيس من دان نفسه وعمل لمابعد الموت
والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)
للتواصل مع الكاتبة
HananHa00500728