يعتبر التهاب القولون المتقرح من الأمراض العصرية الحديثة التي لم يعرف بعد السبب الاساسي للإصابة به بشكل دقيق حيث يعتبر من الأمراض ذاتية المصدر.
هكذا استهل الدكتور توفيق الحموي أخصائي أول الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض حديثه حول هذا المرض الذي وصفه بأنه من أهم وأخطر أمراض الأمعاء الغليظة التي تصيب المرضى من كلا الجنسين وفي جميع الأعمار حيث يبدأ أحياناً في سن مبكرة.
وأوضح د.الحموي أن هذا المرض يتميز عن غيره بمسيرته المرضية الطويلة من خلال حدوث انفراجات وانتكاسات متعددة وعلى فترات مختلفة وحول تطور هذا المرض الخطير يقول د.الحموي يبدأ هذا المرض عادة على شكل آلام في البطن قد تكون حادة ومتكررة مصحوبة عادة بإسهال دموي ممزوج مع المخاط، وهذا الإسهال قد يكون شديداً ومتكرراً لدرجة أنه قد يصل إلى حوالي عشرين مرة يومياً، مما يؤدي إلى فقدان في الوزن وضعف عام في الجسم.
وأضاف قائلاً: وهذه الأعراض عادة ماتكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وآلام في المفاصل والعضلات مما يؤدي إلى الوهن والضعف العام للجسم، كذلك فإن عملية الاسهال الدموي تؤدي إلى فقر دم مع اضطراب الاستقلاب ونقص في البروتينات والأملاح في الجسم وخاصة هبوط نسبة البوتاسيوم في الجسم.
وأشار د.الحموي إلى أن الفحص السريري للمريض عادة ما يكون غير محدد، ،حيث يتبين آلام بطنية مع ضعف عام وجفاف مع فقر دم قد يكون شديداً، أما الفحوصات المخبرية فعادة ماتبين بالإضافة إلى فقر الدم ونقص البوتاسيوم والزلال في الجسم، كذلك فإن سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء تكون مرتفعة، كذلك قد يتبين اعتلال وظائف الكبد أحياناً حيث أن التهاب القولون المتقرح قد يصاحب بأعراض مرضية من خارج القولون ومنها أعراض مفصلية أو من العيون والكبد والجهاز الدوري والجلد أو الجهاز العصبي.
وينصح أخصائي أول الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بضرورة أن يتم تشخيص هذا المرض مبكراً وسريعاً وذلك بإجراء الفحص السريري أولاً، مع أخذ السيرة المرضية ثم إجراء الفحوصات المخبرية والشعاعية اللازمة.
ويرى أخصائي أول الباطنية بالحمادي أن تأكيد التشخيص يتم بواسطة تنظير المستقيم والأمعاء الغليظة حيث يتبين وجود التهاب الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة والذي عادة ما ينزف تلقائياً مع أخذ خزعات متعددة للفحص الباثولوجي، ويتم إجراء التنظير لتأكيد التشخيص وكذلك لمعرفة مدى إصابة القولون هل هي إصابة محددة أم تشمل كل القولون؟.
أما عن مضاعفات هذا المرض الخطير فيؤكد د.الحموي بأنه قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة منها مثلاً النزيف الحاد والإنسداد الذي يؤدي إلى القولون العملاق وكذلك التمزق أو انفجار القولون وأحياناً قد يحدث تطور خبيث في المرض قد يؤدي إلى السرطان في القولون.
ثم تحدث د.الحموي عن كيفية علاج هذا المرض بأنه يجب أن تبدأ بالسرعة الممكنة وذلك بإعطاء السوائل والأملاح الوريدية ونقل الدم عند الضرورة، وكذلك علاج المرض بمركبات السلفا مثل SALAZOPYRIN، وفي بعض الأحيان قد يتطلب العلاج بالكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة أحياناً ، وفي بعض الأوقات قد يتطلب التداخل الجراحي الدقيق.