تتعدد وسائل الحصول على الأموال لدى بعض المحتاجين بدلا من أسلوب الشحاذة المباشرة و ذل السؤال، كمن يبيع المناديل واللبان أو قارورة ماء بارد على جنبات الطرق و الأرصفة ، أو من يبيع الوهم بقراءة الودع و الكف بما يعرف بقراءة الطالع.
أو كمن تفترش الأرض تحتضن طفلها الرضيع على باب مستشفى او مطعم تستجدي عاطفة المارة ،و هناك من يتجول بين السيارات مستغلا عاهته أو يحمل بيده ورقة تفيد بمرضه العضال وحاجته للعلاج.
أما في الغرب تجد وسائل مختلفة كل منهم يُسخِّر مهاراته وهوايته ، او يختلق بدعة تلامس احتياج البعض من الناس كمن اخترع فكرة بيع الأقفال للمحبين وتركيبها على الجسور برهان للحب والارتباط الأبدي، أو برمي النقود في بركة مياه بميدان عام رجاء تحقيق أمنية بناء على اسطورة تدعي تحقيق الأمنيات.
ومؤخرا تطورت الوسيلة فمنهم من يمارس الألعاب البهلوانية أمام السيارات المتوقفة عند اشارات المرور ومنهم من يعزف على آلات موسيقية أو يغني في الساحات العامة والمقاهي.
ومما لفت نظري مؤخرا في مدينة كولن الألمانية سيدة آسيوية قامت برسم أعلام عدد من الدول على الأرض أمام أشهر كاتدرائية بالعالم التي تجذب السياح من جميع انحاء العالم ليضع المارة العملات المعدنية أو الورقية على علم بلادهم تدفعهم العاطفة والحب لبلادهم دون التبيَّن ممن وضع رسم هذه الأعلام و ما الهدف منها !!.
لا يزال يتفتق عقل الإنسان عن وسائل الاحتيال والاستجداء والاستحواذ على المال ليس عيبا أن يجتهد الإنسان في عمل يتقنه بسبيل تحقيق كسب مادي يعتاش منه.
ولكن كم من عصابات كانت وراء عدد من هؤلاء المتسولين ، أو عمل ارهابي استفاد من رحمة الناس وشفقتهم على حالات مر بها في الشوارع والميادين.
بتنا في حيرة من أمرنا هل نمنح المال من يسأل عملا بقوله تعالى : “أما السائل فلا تنهر “او نرتاب من أن نكون الوسيلة استجداء واستغفالا لنا لخدمة مآرب أخرى غير شرعية.
من هنا وجبت إنشاء منظمات رسمية تابعة للدولة بكل مدينة تمنح المال لمستحقيها بعدالة وبما بحفظ حق المحتاج وكرامته و المانح و أمانه .
جمال بنت عبدالله السعدي.