
لحظة الوداع مريرة وساعة الفراق عصيبة موجعة مؤلمة تثقل القلوب وتبكي العيون وكيف لا يكون كذلك وهو وداع خارج عن الارادة لان امر الله نافذ، نعم حين نفقد من نحب نشعر أن كل شيء يحدثنا عن فقده، فبالأمس القريب فقدنا جارنا العم والمربي محمد عبده المصري جار لمنزل المنشي ومن أقرباء آل معاذ.. فلا نقول غير، إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون.
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته، نعم سوف تفقد عيني خطواتك وأنت تذهب الى مسجد حارتنا بالمسفلة إلى مسجد وتنادى بالأذان ،نعم بالامس في مقبرة المعلا بمكة شاهدنا بكاء صغير الجيران قبل الكبير، والكل يدعون لكم بالرحمة في ذلك المشهد الممتلئي بالمعزين، نعم رحمك الله يا أبا قاسم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) نعم الجار أنت وجميع ابنائك وأقاربك وهذي ثمار حسن الجار فالكل يشهد لك بالخير و لأبنائك رحمك الله وجعل الفردوس دارك ياأكرم الأكرمين.
اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله .اللـهـم اجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً.
وأخيراً أقول لا شفاعة في الموت.. هكذا اقتضت مشيئة الرحمن، وتلك هي سنة الله في الخلق، ففي الموت مواعظ وعبر لنا، فيه تذكرة بالدار الاخرة، وليتنا نتعظ، بالامس القريب، تجرعنا جميعنا مرارة الفقد وآلام الفراق، برحيل الجار والسند بعد الله والد الجميع أبا قاسم نعم رحلت وتركت لنا انت وأخيك عم عثمان المصري رحمكما الله الأثر الجميل في حياتنا لمعنى الجيرة حقا لقد أثرتم في وجدان الجميع تأثيرا كبيرا.
رحلت ياأبا قاسم وتركت لنا ابتسامة صافية من انسان صادق، ابدا لن تغيب شمسك، تركت لنا المعنى الحقيقي للجيرة الذي لن تستطيع ان تمحوها الايام.
همسة
ياراحلين وقد سكنتم جوارحنا
ليت الفراق ماكان ولاكانت مأسينا
تبكى العيون وقد اضحت مأقلنا
فجر الصباح بلا نور يلاقينا
تغدو الرياح بلا طيب نعانقه
ويأتى النواح بلا اذن يواسينا
صارت بطاح الارض مقفرة
وانكبت لظى الاشواق تكوينا
عفت الحياة بلا جار اجاوره
وقد كنتم لنا دروساِ تسقينا
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.co