الكفاح نيوز – عثمان خليفه مدني – مكة المكرمة
لحظة تاريخيه عاشتها الفنانة التشكيلية السعودية لولوه الحمود عندما فوجئت بوجود إحدى لوحاتها بمكتب سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- حيث تشير الى انه تحول كبير في مسيرتها الفنية حيث تعتبر هذه اللوحة محل تقدير للإبداع الوطني وأجمل جائزة في مسيرتي الفنية.
ودعت الفنانة لولوه الحمود من خلال هذا الحوار الصحفي أن يؤخذ الفن مأخذ الجد فهو وسيلة تعليمية ذات أثر كبير على المجتمع وتسجيل لتاريخ نعيشه اليوم سينتج عنه تراث المستقبل , وقالت لا توجد أي فكرة عابرة في أعمالي، هناك فكرة أساسية خلف أعمالي برغم من اختلاف وسائل التعبير التي تفرض نفسها على النص المستخدم في اللوحة. الإيقاع موجود في الكون سواء بالشكل أو الحركة ولكن طبقات الإيقاع تعبر عن عمق المعرفة أو عمق الإيمان كلما تأملنا أكثر في الكون. بالرغم من استخدام عناصر قليلة في أعمالي الا أن هناك نوع من التعقيد في تركيباتها نتيجة لتراكم الطبقات بحيث يحتاج المتلقي للتأمل فيها لفك رموزها.
وأكدت – هناك لحظة تاريخية في مسيرتها الفنية وتحول كبير على المستوى العملي والشخصي. أنا كفنانة أقدم فن هو خلاصة ما اؤمن به ولا شئ يضاهي تقدير ولاة الأمر وبرأيي بالنسبة لسمو ولي العهد الأمر يتعدى مجرد تزيين الجدران في مكتبه بل هو تقدير للإبداع الوطني وأعتبر وجود اللوحة في هذا المكان أهم جائزة في مسيرتي الفنية.
وقالت – هناك علاقة أزلية بين فن الخط والهندسة ولكني كفنانة أستطيع أن أجد طرق وأساليب جديدة في للإبحار في هذه العلاقة. لدي حب عميق للأشكال الهندسية ولتشكيل الحروف وكلاهما عناصر تجريدية بحتة اتخذتهم وسائل التعبير الأساسية في أعمالي لكونهم أرقى الوسائل التي تعبر عن الإيمان بالإله الواحد.
والأرقام والأنماط هم أساس النظام الكوني والمتأمل في الكون سيجد أن الخلية تتكاثر بأرقام وأنماط معينة والشي نفسه ينطبق على الحيوان والنبات وكافة الخلق. إنهما اللغة الخفية لوجودنا المؤقت في هذا العالم المليء بإعجاز الخالق. الحروف عبارة عن شفرات إذا وضعت في كلمات كونت معان محفوظة في ذاكرتنا والشفرات المستحدثة في أعمالي لا معنى لها في ذاكرة المتلقي ولهذا فهي لغة كونية يتفاعل معها المتلقي كشكل بحت بعيد عن المعنى.
والثقافة الإسلامية ليست عرقية أو خاصة بمنطقة جغرافية معينة بل هي بوتقة تحمل ثقافات وأعراق متعددة شرقية وغربية وهي موحدة تحت فكرة واحدة هي الإيمان بالخالق الواحد. رسالة الإسلام كونية وعالمية وكذلك ثقافته وفنونه فهذا التعدد هو سمة الفن الإسلامي وارتباطه بعلوم عدة هو سر عظمته. بالرغم من ذلك أنا لا أحبذ عزل بعض الفنون المعاصرة بمسمى الفن الإسلامي لأن هذا يحد من دمجه في الفنون الأخرى بشكل عام وانتشاره.
وعن أعمالها قالت – بفضل الله انتقيت أعمالي من عدة متاحف عالمية وكما أشرت تحمل أعمالي رسالة كونية تهم الإنسان بأي مكان وقد يكون ذلك أيضًا بسبب وجودي في لندن وانطلاقتي كفنانة من هناك. المعارض العالمية تنتقي الجديد الذي يضيف شيئا للفن لديهم فتاريخ الفن لديهم طويل وثري وعندما تكون الفكرة عميقة وغنية فلا حاجة للإكثار من الألوان والعناصر ذلك نوع من التجريد يشبه البلاغة في اللغة التي تعتمد ما قل ودل.
لأن هذا الموضوع هو الأقرب إلى نفسي ولأنه لا ينتمي لمكان وزمان وحدث معين وهو موضوع أزلي خارج نطاق الترويج لحدث أو أسلوب معين وأنا كإنسانه لابد أن أكون صادقة مع نفسي عندما أنتج أعمالي وبرأيي أن هذا النوع من الفن يستحق الوقت والجهد ويستحق أن أقضي حياتي لأعمل به وهو دعوة للمتلقي لينتبه لهذا الجانب الذي يغفل عنه الكثير بانشغالهم في الحياة.
ومن أمنياتها – قالت أتمنى دائمًا أن يؤخذ الفن مأخذ الجد فهو وسيلة تعليمية ذات أثر كبير على المجتمع وتسجيل لتاريخ نعيشه اليوم سينتج عنه تراث المستقبل. أتمنى أن يكون الفن هو الوسيلة التي تضفي الخير على حياتنا وليس الغاية التي توصلنا للنجاح والشهرة. الإخلاص بالعمل سيوصلنا لهذه الغاية بطبيعة الحال.
أتمنى أن تكون بلادي في مقدمة العالم فنيًا وثقافيًا وتحقق ما تصبوا إليه بوجود متاحف يميزها المحتوى الثري.