
حين يفقد المرء رشده ، و يتيه عقله، يتخبط خبط عشواء ،فيصطدم بهذا ويحطم ذاك ، و يدمر هاهنا ، ويفجر هناك قد يغدو لقمة سائغة في أفواه الناقمين، ولعبة رخيصة بأيدي العابثين.
ولكن أكثر من يتحطم، و أشد من يتدمر هو نفسه، ثم تنال شظاياه من المقربين و المحيطين به ، وتتسع الدائرة لتشمل أطرافا أكثر كلما كانت قوة التدمير أشد و مواده أخطر.
قرارات عدة قد نتخذها في حياتنا بحسن نية أو بجهالة منا ، لتنعكس علينا نعماً أو ألماً ، قد نتخوف من اتخاذ قرار ويكون فيه الخير كله ، وقد نندفع باتجاه قرار لينقلب وبالاً ندفع ثمنه سنين من عمرنا ، قلقاً وأرقاً مادياً ومعنوياً .
الإيمان بالله وبالقدر هو من يمنحنا الأمان والتسليم والرضا ،لنجتاز صعوبات في حياتنا ،ونعود لنقف على قدمينا متخطين تجارب مؤلمة ،نحو أفكار متجددةٍ ملهمةٍ على قواعد متينة من تجارب عبرت.
العبرة تتلخص فيمن يستفيد من هذه التجارب ،ويبني مساره على أساس سليمٍ ، مستفيداً من الماضي الأليم ليغدو المستقبل مشرقاَ وتعود الحياة لتصدمنا مجددا بقرارات خاطئة اتخذناها أو أجبرتنا الظروف على اتخاذها ، و بمن وثقنا بهم ،و تُعِّري أشخاصاً دخلوا حياتنا فنفثوا فيها من سمومهم ، أو نشبوا فيها أظافرهم.
ولكن الأثر لن يكون حتما بحجم أول صدمة ولا أول صفعة والاستسلام للعلاقات السامة، والتعلق بالقرارات الخاطئة هروب نحو الجحيم ولا ريب.
لتواصل مع الكاتبة 0505316713