
حَوِّلْها للرياض!!
للأسف الشديد؛ فإن المدينة التي انطلقت منها جميع التشريعات الدينية والمدنية والإدارية والمالية والعسكرية، طيبة الطيبة منذ أكثر من ألف عام؛ أصبحت في السنوات الأخيرة بسبب سلوكيات بعض الموظفين محطة لتعطيل معاملات خلق الله، ولَم يبقَ منها على العهد الذهبي سوى أميرها حفظه الله، ونائبه أطال الله في عمريهما، وقلة من الموظفين المخلصين.
أما أكثر رؤساء الدوائر الحكومية؛ فقد أتعب المراجعين، وصعب عليهم السهل حتى أصبح المراجع يتمنى ويتوسط أن تتحول معاملته إذا أمكن لسمو الأمير فيصل، أو سمو الأمير سعود، أو للعاصمة الرياض!
لقد سمعنا وشاهدنا كثير من المراجعين يتمنى تحويل معاملته إلى الرياض، بسبب ما يجده من بعض الإدارات ورئيسها الذي أقفل باب مكتبه في وجه المراجعين، وجعل غيره من موظفيه ممن لا يدركون معنى مسؤولية خدمة الناس، ولا يجيدون التعامل مع المراجعين فيسيئون استقبال صاحب الحاجة، ويختارون تصعيب الإجراءات، وتعقيدها، فلا يترددون في استخدام عبارة: (راجعنا بكرة)!!
ولا يفوتني هنا أن أشهد شهادة حق في زملائهم موظفي الدوائر الحكومية بالعاصمة الرياض، حيث يقابلك أحدهم بوجه مبتسم، ويزيد ترحيبه لك إن عرف إنك تراجع معاملتك من خارج الرياض، بل إنك ستجد إن الغالب منهم يصر على دعوتك لمنزله باعتبارك ضيفا عليه وعلى أهل العاصمة وستخرج من عنده بانطباع جميل ليس لبشاشته فقط؛ بل لتفانيه في إنهاء معاملتك.
إن مثل هذا السلوك الحضاري لم يكن ليوجد لولا إن الموظف قد أدرك حجم المسؤولية الوظيفية، وعرف أن الوظيفة تكليف لا تشريف.
إن ما يلاقيه أهالي طيبة من بعض موظفيها يجعلهم يتساءلون لماذا يفتقد هؤلاء تلك الروح التي يتحلى بها زملاؤهم في الرياض؟ إلى متى ونحن نبرر لهذه السلوكيات وننسبها إلى لأواء المدينة؟
إن كرسي الوظيفة ليس ملكاً لك أيها الموظف! كما إن خدمة الناس ليست منة منك عليهم، بل واجب شرعي ووطني، وأمانة حملك إياها القائد الأعلى..
لتواصل مع الكاتب 0505300081