الكفاح نيوز -الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني
كنز المناجاة
أن صلاة المسلمين كنز عظيم وخفي لا يعلم سره وكنهه إلا من صلاها بكامل خشوعها وخضوعها وطمأنينتها .. قال تعالى ” أقيموا الصلاة ” و لم يقل صلوا .. لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الجوارح مع الروح والقلب والعقل ، ويعتقد غير المسلم أن الصلاة ” الإسلامية ” هي مجرد حركات وسكنات وتمتمات و مجرد اغتسال و رياضة للجسم .. و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتجاوزه ..ولايعرف عنها شيئاً غير ذلك ولايصل تفكيره الى ابعد من هذا وذاك و لا يظن أن الحركات في الصلاة ليست مجرد رموز وافعال وحركات بدنيه فهي وقوف اجلال وتعظيم لله بكلمة “الله أكبر ” ..
ثم ركوع وسجود و ملامسة الأرض تواضعا واستسلاما و خضوعا لله و بذلك يكتمل تجردنا والخروج من حولنا وقوتنا وضعفنا الى حوله وعظمته وهيمنته فنحصل على نفس مؤمنه راضيه مطمئنه وراحة تامه ..و نستشعر العظمة لله بالتسبيح .. في ” سبحان ربي العظيم. “و ” سبحان ربي الأعلى ..
ونخر له ساجدين مناجيين نتحدث فيسمعنا ويستجيب ادعوني استجب لكم وان العبد ليكون اقرب الى ربه في السجود
وهي صلة مباشره بين العبد وربه فليس بينه وبين ربه وسيط ” و سبحان ” معناها ليس كمثله شيء ..حقيقة العجز الكامل عن التخيل والتصور .. و عجز لغات العالم اجمع و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف رب العالمين ومعبودنا وخالقنا ومجيبنا و تلك هي قمة القدسية والمناجاة !! .